كل عمل ونشاط إنساني يحتاج إلى متابعة وتطوير، بالإضافة إلى البحث والمراجعة المستمرة، خاصة في المجالات الحديثة والعلمية، ومنها المجال الرياضي الذي تحول اليوم إلى الأتمتة واستخدام آخر المستجدات العلمية والدراسات، خصوصًا في مجالات العلوم الإدارية والمحاسبية (المالية).
ولضمان صواب التوجهات وصحتها في العمل الإداري والمالي والمحاسبي، نطالب من الأخوة العاملين في المؤسسات الرياضية بضرورة التركيز على آخر المستجدات العلمية في مجالات علوم الإدارة والمالية والمحاسبة لضمان نجاح العمل الإداري والمالي. إذ يعاني العديد من العاملين في القطاع الرياضي من الشكوك حول طبيعة أعمال المؤسسات الرياضية، ويقوم البعض منهم بتوجيه أصابع الاتهام إلى بعض الإداريين والمشرفين على الجانب المالي والمحاسبي، خاصة في ظل انتشار ظاهرة الفساد في هذه المؤسسات.
ومن أجل إزالة الشك باليقين، نطالب المؤسسات الرياضية بالعمل الجاد على رفع كفاءة العاملين في المجالات الإدارية والمالية، من خلال إدخالهم في دورات تطويرية وتأهيلية عبر بعض المؤسسات المختصة بالتدريب، بغرض تزويدهم بالمعرفة والكفاءات اللازمة التي تساهم في تعزيز قدرتهم على كشف التلاعب والاحتيال. إن ذلك سيحمي منتسبي هذه المؤسسات الرياضية ويضعها في مأمن من أي تلاعب بالمال العام.
إن تحصين العاملين في المجالات الإدارية والمحاسبية في المؤسسات الرياضية يشكل أساسًا قويًا في الحد من ظاهرة الفساد في الرياضة ومؤسساتها. فعملية تطوير العمل في المؤسسات الرياضية يجب أن تبدأ أولاً بتجاوز الأخطاء والهفوات في المجالين الإداري والمالي، ومن خلال ذلك يمكننا النهوض وتطوير العمل الرياضي، إذ أن الأساس في الإنجاز هو تحقيق العدالة والنجاح في المجالات المساعدة، وفي مقدمتها العمل الإداري والمالي.
إن تفشي الفساد الإداري والمالي في مختلف المؤسسات المجتمعية قد يؤدي إلى إصابة المؤسسات الرياضية بـ "العدوى" من خلال المحاكاة. وهذا يتطلب منا كرياضيين أن نجنّب مؤسساتنا هذا "الوباء" الخطير، وهو ما لا يتحقق إلا من خلال خلق الوعي والتطوير ورفع القدرات المعرفية في مجالات الإدارة والمحاسبة.
يتوجب على الجهات الرسمية الرياضية، مثل وزارة الشباب والرياضة ودوائر الدولة المختصة، أن تقيم فعاليات ودورات تطويرية في الجوانب الإدارية والمالية، لتزويد المختصين بأحدث المعلومات التي تساهم في تطوير العاملين في هذه المجالات، وعدم تركهم لاكتساب الخبرات والمعلومات من مصادر غير رسمية.
وبذلك، يمكننا أن نقدم لرياضتنا النجاح والتوفيق، ولأبطالنا المزيد من الانتصارات في الساحات الدولية والعالمية. إن زيادة خبرة المعنيين بالجانب المالي والإداري سيدفع بمؤسساتنا الرياضية إلى دقة التصرف وزيادة التطلع إلى أحدث المستجدات في العلوم المحاسبية والإدارية، مما يحد من محاولات الفشل والتلاعب بالمال العام، وهو ما نخشاه في القطاع الرياضي.