بعد النتائج المخيبة التي حققها منتخبنا الوطني في بطولة خليجي 26 التي أُقيمت في دولة الكويت الشقيقة، خرجنا بأسوأ النتائج وأكثرها قسوة، حيث احتل فريقنا المركز الأخير في مجموعته التي ضمت فرق البحرين والسعودية واليمن، ليحل العراق رابعاً. هذا المركز بالتأكيد غير مشرف، ومن أجل تحسين واقعنا الكروي، يتطلب الأمر منا كإعلاميين، واتحاد عراقي لكرة القدم، وطاقم تدريبي، أن نتكاتف لإعادة بناء الفريق نفسياً. خصوصاً أن المنتخب الوطني يخوض تصفيات التأهل إلى كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ونحن حالياً في المركز الثاني في مجموعتنا خلف كوريا الجنوبية، متصدر المجموعة.
تبقى أمامنا أربع مباريات أمام فلسطين والكويت وكوريا الجنوبية والأردن. من الضروري أن نحقق الفوز في مباراتين على الأقل للحفاظ على المركز الثاني في المجموعة، دون الانشغال بالحسابات الأخرى. وهذا هو أملنا ومسعانا الثابت، ولا يمكن تحقيقه إلا من خلال الإعداد البدني والنفسي السليم، والعمل على إعادة بناء المنتخب بعد الإخفاق في خليجي 26.
ويتطلب هذا من الجميع، كما ذكرت، دور الإعلام الرياضي الإيجابي، وكذلك اتحاد كرة القدم وأثره في تخطي الضغوطات التي واجهها المنتخب في المرحلة السابقة. كما يجب توفير الدعم النفسي للاعبي أسود الرافدين لتجاوز الظروف الصعبة التي مروا بها، والسعي لإعادة الثقة فيهم، ومنحهم الحافز النفسي للتغلب على مرحلة الفشل والإخفاق.
إلى جماهير الكرة العراقية وداعمي المنتخب، أقول لكم: أنتم اليوم مدعوون لدعم وتشجيع منتخبنا الوطني ومنحه الثقة بالنفس والدفع الحقيقي الذي يستحقه، من أجل التحضير الجيد للمنافسات القادمة في تصفيات كأس العالم 2026. لا تركزوا على خيبات الأمل في خليجي 26 وأسبابها، بل ساهموا في تقديم الزخم والدافع اللازم لتحقيق الفوز والتأهل للمونديال. ولنتذكر النتائج الرائعة التي حققها أسود الرافدين في التصفيات السابقة، حيث حصدنا النقاط كاملة من الفرق المنافسة.
ومن هنا، أطالب اتحاد كرة القدم بتوفير طبيب نفسي لمتابعة حالة الفريق ومساعدة الطاقم التدريبي خلال التدريبات والمباريات. فقد استعانت العديد من الفرق العالمية بالمختصين النفسيين لعقود طويلة، بينما ما زلنا نغفل هذا الجانب الهام.
أما النقطة الأخرى، فهي غياب اللجنة الفنية التي تتابع المنتخبات العراقية أثناء مشاركاتها في المنافسات. إن وجود لجنة فنية سيُسهم في مراقبة أداء الفريق، وتقديم ملاحظات مهمة للطاقم التدريبي يمكن أن يستفيد منها المدرب وفريقه. من غير المعقول أن يبقى هذا الموضوع مقتصراً على الكابتن عدنان درجال، رغم إمكانياته الكبيرة. بل يجب تشكيل لجنة فنية تضم خبراء وأكاديميين ومدربين متخصصين، تساهم في تطوير أفكار ومقترحات عملية ودقيقة.
اللجنة الفنية ستوفر للطاقم التدريبي الراحة والاستقرار والثقة بالنفس، مما يعزز القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة. وعلينا الاستفادة من الأكاديميين العراقيين الذين يفهمون جيداً نفسية اللاعب العراقي، وهم الأقدر على تقديم المشورة القيّمة للمدرب ومساعديه.
وفي النهاية، أقول لزملائي في وسائل الإعلام، سواء في القنوات الفضائية وبرامجها، أو في الصحافة والإعلام بشكل عام، أرجو أن تفسحوا المجال لهذا الفريق الذي أبدع وقدّم أداءً متميزاً في الفترات السابقة. دعوه يعمل ويأخذ فرصته الكاملة، لأنه على أبواب التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026. أمامنا فرصة حقيقية للتقدم، وعلينا أن نساند منتخبنا في هذه الفرصة الذهبية.
ليكن إعلامنا الرياضي سندًا أكيدًا لفريقنا الوطني في هذه المهمة الوطنية، ولنتأجل النقد والتعليقات إلى ما بعد التأهل لهذا الحدث الكبير.