اخر الاخبار

لا أحد منا يحزنه النصر على الأعداء، أو لا يفرح برايات النصر، لكن كاتب هذه السطور، والكثير من العاملين في مجال التحليل وكتابة الرأي، لا يأخذون بيانات النصر من دون مضاهاتها مع الحقائق، ولا ينخرطون في مسرحيات خداع الجمهور عندما يحتفل المهزومون والفاشلون بالنصر الذي لا وجود له في الواقع وفي رطانات أصبحت بمثابة عقار تخدير الوعي، في وقت صارت الرطانة بلسم شفاء المرحلة.

في "لسان العرب" وردت "الرطانة" كاسم فاعل من "تراطن" وتعريفها هو: المخاطبة بلغة أخرى بين إثنين لا يفهمها الجمهور، وقد قال الشاعر: "كما تَراطَنَ في حافاتِها الرُّوم" والرَّطَّان والرَّطُون، بالفتح: الإِبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلوها، وأنشد الجوهري بالقول: "رَطَّانَةٌ من يَلْقَها يُخَيَّبُ" ويُعتقد أن الرطانة من بعض التقعير، وهو  (في لسان العرب) أن يتكلم المرء بأقصى قعر فمه، ويذهب القالي (أبو علي) إلى أن الذي يرطن بالتقعيب يصير فمه كالقعب، وهو القدح الصغير، حيث "يحتوي الكلام على ما ينفر السامع لغرابته".

قبل يومين كان صاحبُ رطانةٍ وتقعير يقول لمشاهديه عبر الشاشة الملونة: أن هناك "مكيدة تحاك ضد النصر الذي حققناه على الأعداء".. ولم يفصح عمن هو الغير لكن التجارب تقول إن من يتحدث كثيرا عن مكائد الغير يخفي المكائد لغيره.

عرض مقالات: