اخر الاخبار

لا شك أن مدربينا الكبار يسعون أولاً لتدريب الفرق الكبيرة، ويعتبرون ذلك تشريفًا كبيرًا لتاريخهم المشرف. إلا أن بعض العاملين في مجال التدريب يقدمون مواقف مشرفة تعتمد على تدريب الفئات العمرية، والتواجد في منافسات هذه الفئات وبطولاتها.

ونجدهم منهمكين في البحث والمتابعة في البطولات المدرسية والملاعب الشعبية، حيث يبحثون عن "الجواهر واللآلئ" ويكتشفونها، معتمدين على خبراتهم وتجاربهم ومعارفهم في البحث والتنقيب. هؤلاء المدربون يعملون بجد وهمة، دون كلل أو ملل، في البحث والتنقيب. كما أنهم يعملون بشكل يومي ومتواصل بإخلاص، دون مصالح أو منافع ذاتية، إلا خدمة الوطن ورياضته.

علينا أن نتذكر نخبة من هؤلاء المدربين الذين نشطوا في عالم كرة القدم، ومنهم المدرب الكبير الأستاذ داود العزاوي، الذي وجدته إنسانًا حريصًا على عمله ووطنه، ومخلصًا في أداء واجبه دون انفعال، وبكل تواضع. والأستاذ عامر جميل الذي تشهد له ملاعب الكرة بقدراته وإمكاناته. والحاج رشيد راضي الذي قدم مئات اللاعبين في مدرسته الكروية. والكابتن كاظم فليح، وكريم جواد من المخلصين في تدريب الأجيال الجديدة من الشباب والفتيان.

لقد قدم هؤلاء المدربون الكثير من الأفكار والإنجازات مع الفئات العمرية الصغرى، وبتفانٍ وجهدٍ عالٍ، لأنهم يؤمنون بدورهم وعطائهم للأجيال القادمة.

بناءً على ذلك، أقول لأحبتي المدربين والعاملين مع صغار اليوم: أنتم تقدمون تجاربكم لأجيال الغد ومبدعي الجيل الصاعد. أما أن تفكروا في العمل مع كبار اللاعبين وتكونوا قادرين على العطاء والتقديم والإنجاز، فهذا أمر غير ممكن وغير دقيق. فالتجارب والخبرة تأتي "حبة.. حبة". أما من يعتقد أن التجربة تأتي دفعة واحدة، فهذا كلام غير صحيح وغير دقيق.

أما عمليات تجاوز المراحل وحرقها، فهي تحتوي على الكثير من العيوب والأخطاء، وقد تؤدي إلى إنهاء المدرب "المستعجل" الذي يعمل على حرق المراحل.

وهنا أقول لأحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم: عليكم أن تساهموا في منح اللاعبين فرصًا للتحضير والدراسة لتوجهاتهم القادمة في مجالات التدريب أو الإدارة أو التحكيم. وهذا ما يحدث في جميع البلدان المتقدمة.

فالعديد من لاعبي كرة القدم الذين تنتهي حياتهم في اللعب بعد الاعتزال، يجب أن يختاروا المجال الصحيح والملائم لمسيرتهم الجديدة.

العمل مع الفئات العمرية يحتاج إلى دراسة وتعلم وخبرات متراكمة، ولنا في مدربينا الكبار وأصحاب الخبرات الطويلة نماذج حية، لأنهم اختاروا العمل مع الفتيان والأشبال والشباب، وجميع هذه الأعمار هي دون 18 عامًا. وعلى الرغم من خبراتهم ومعارفهم، فإنهم وجدوا أنفسهم قادرين على العمل مع هذه الفئات العمرية، ونجحوا فيها ومعها.

هنا أقول لأحبتي المدربين "المستجدين": عليكم باختيار المجالات التدريبية المناسبة لكم ولخبراتكم، وهذا ليس عيبًا أو نقصًا في مؤهلاتكم وقدراتكم. عليكم أن تعرفوا إمكانياتكم، كما قال الحكماء: "رحم الله امرأً عرف قدر نفسه".

إن البدء والانطلاق في عالم التدريب الحديث والتطور يبدأ مع الصغار والفئات العمرية، لأنها توفر للمدرب المستجد الفرصة المواتية للتعرف على أسرار كرة القدم وعلومها.

وأقول لأحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم: يجب مراعاة توجيه اللاعبين المعتزلين حديثًا والباحثين عن فرص للعمل الرياضي، من خلال مساعدتهم في اختيار المجالات الصحيحة والمناسبة لهم. والاستفادة من خبرات كبار المدربين العاملين مع الفئات العمرية، لأنها الطريقة الأنسب والأكثر فائدة للباحثين عن الفرص المناسبة التي تزيد من خبراتهم وتوجهاتهم.

ممكن أن يكون ذلك منطلقًا ومناسبة جيدة لبدء العمل مع الفئات العمرية، التي تُعد بداية العمل معها بمثابة فتح آفاق واسعة أمام المعتزلين حديثًا، والساعين للبحث عن الفرص المناسبة لتواصل عملهم الرياضي مع أجيالنا الشابة.

عرض مقالات: