اخر الاخبار

إن أنديتنا تعتمد في ماليتها وتمويلها على المؤسسات الحكومية، وهي لا تمتلك القدرة والإمكانات المادية المناسبة، لذا فهي تعيش على الحد الأدنى وتعتمد في أمورها المالية على ما تقدمه لها المؤسسة الراعية والتابعة لها. في حين أن الاحتراف يعني الاستقلال المالي والقدرة والإمكانات، وهذا يعني أن أنديتنا، التي تفتقر إلى الموارد، تسعى لاختيار المحترف الذي يقبل بأقل العروض، وكذلك المدرب "العاطل" الذي ليس لديه عمل. ومن خلال هذا الحال، لا يتقدم المحترف الجيد ولا المدرب الكفوء، بل من يدخل إلى ملاعبنا وساحاتنا هم "النطيحة والمتردية".

بينما الكفاءات العالية والقدرات المتقدمة، نجد البعض من المسؤولين في الأندية، ومن يتفاوضون عنهم، يؤكدون على الأرقام التي تناسبهم، في حين أن دول الجوار تقدم أفضل اللاعبين وأجودهم بالأسعار المعروضة. ومع ذلك، يقدم مفاوضونا أسعاراً بسيطة وواطئة ويقبلون بأضعف اللاعبين، لأن ذلك سيحقق لهم "أعلى المكاسب"، حيث أن اللاعب أو المدرب الكفء لا يقبل المساومة أو التواطؤ. لذا نجد في دورينا لاعبين بمستويات دنيا، ضمن الحد الأدنى، وكثيراً ما يغادرون الميدان دون أن ينجحوا أو يبدعوا في منافسات الدوري.

إن الفساد المالي ووجود العناصر التي تقبل بأبخس الأثمان يُسيء لكرة القدم العراقية، لأنها تتسبب في نتائج وخسارات كارثية لفرقهم وأنديتهم "دون أن يرف لهم جفن". وهذا الواقع سيستمر إلى حين إصلاح واقع الاحتراف وانتشاله من بين أيدي هؤلاء، وتحسين واقع الأندية من خلال قانون موحد لا يسمح للعناصر الفاسدة بالتواجد في الأندية، ولا مكان للمتلاعبين بالمال العام في ممارسة حياتهم وأدوارهم بشكل مريح وحسب ما يشتهون.

أما الاحتراف الحقيقي فيقوم على مواصلة أصحاب رؤوس الأموال عملهم وأدوارهم، لأنهم حريصون على الأموال التي ينفقونها في الرياضة وألعابها، لأنها تعود عليهم بأرباح طائلة. ولا مكان للفاسدين والمتلاعبين بالأموال الرياضية. إن جميع الأندية وفرقها تواصل عمليات "السطو" ونهب الأموال التي تُصرف على الأندية الرياضية، وهذا لا يحقق مصلحة الأندية، لأن "فرق الأندية الرياضية" أصبحت بيد بعض المتلاعبين والفاسدين.

هذا الحال سيستمر كما هو حتى يتحقق الاحتراف الحقيقي ويأخذ كل ذي حق حقه. لهذا وجدنا بعض أنديتنا التي شاركت في بطولات القارة الآسيوية وواجهت بعض الفرق، فنافست فرقاً تمتلك إمكانيات مالية جيدة واختارت لاعبين جيدين ومدربين متمكنين. عندها حصل ما لم يكن في الحسبان، حيث أثقلت فرقنا ومحترفوها بخسارات ثقيلة، مما فضح هذه الفرق الكبيرة، سواء في الدوري أو الكأس، وانكشفت "عورة" فرقنا ومستوياتهم الهزيلة، وهذه واحدة من عيوب الفساد الإداري والمالي.

ونناشد إدارات المؤسسات الرياضية (الأندية والاتحادات الرياضية) بأن تدافع عن نقاء الرياضة ونظافتها، وأن تبتعد عن كل ما يسيء لها من خداع وغش وتلاعب بالأموال. ولا يتحقق هذا ولا يكتمل إلا من خلال أندية رياضية محترفة تتعامل بشفافية وصراحة في ما يخص الأموال.

فواجباتنا تتطلب تواجد أندية رياضية تمتلك عقليات محترفة، سواء في الإدارات أو اللاعبين أو الطواقم التدريبية. ومن خلال هذه الطاقات نجد أندية رياضية محترفة تستثمر في الأندية المحترفة وتنجح في قيادتها وأسلوب عملها. خاصة عندما نجد أن أنديتنا قد امتلكت إدارات محترفة تعرف كيف تتصرف بالأموال، وتنجح في عملية الفصل بين الجوانب الإدارية والمالية وواقع الأندية فنياً. عندها سنحقق النجاح المطلوب في أنديتنا، ونعمل على إبعاد المتلاعبين بالمال العام. وهذا لا يتحقق إلا بوجود إدارات محترفة قادرة على الانتقال بالأندية إلى واقع جديد، يحقق النجاح والتقدم في العمل الرياضي. ولنا عودة.