اخر الاخبار

إن الأحداث الكبيرة والإنجازات المتميزة تحتاج إلى إعداد عظيم ومواقف بارزة. ولعل الأحداث والإنجازات الرياضية الكبيرة تتطلب قرارات هامة وخطوات مدروسة. لذلك، نؤكد بالقول إن أهم الأحداث والإنجازات الرياضية يجب أن نرسم لها خطة ونحدد لها أهدافًا واضحة، إذ أن تحقيق هذه الإنجازات عادة ما يكون أمرًا معقدًا ويستلزم الكثير من الجهد.

إذا نظرنا إلى الإنجازات الكبيرة في عالم الرياضة، لوجدنا أنها تتضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم والحصول على الوسام الأولمبي في دورة أولمبية. وهذان الإنجازان يتحققان كل أربع سنوات، حيث تبذل البلدان جهودًا ضخمة وتضحيات كبيرة لتحقيق هذه الأهداف. ومن خلال ذلك، تحقق البلدان أهدافها المرجوة.

وفي هذا السياق، يحق لنا أن نتساءل: كيف تحضر دول العالم نفسها لهذه البطولات الكبرى لكي تضمن لها مكانًا في كأس العالم لكرة القدم؟ وكيف تتمكن هذه البلدان من الحصول على ميدالية أولمبية مهما كان معدنها؟ خاصة أن العديد من البلدان لم تحظ بشرف التأهل إلى بطولة كأس العالم رغم محاولاتها المستمرة، ولم تتمكن من الحصول على ميدالية أولمبية تحمل شرفًا كبيرًا.

هنا، يحق لنا أن نتساءل: كيف يمكننا تحقيق هذا الإنجاز الرياضي الكبير في بطولة كأس العالم، رغم أننا تأهلنا إلى كأس العالم في 1986 وكانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة؟ وكيف نحقق شرف الحصول على ميدالية أولمبية، رغم أننا قد حصلنا على هذا الشرف في دورة روما الأولمبية عام 1960 بواسطة الرباع الراحل عبد الواحد عزيز؟

أحبائي في قيادة الحكومة، ومن خلال اطلاعنا الرياضي والسياسي ومعرفتنا بدهاليز السياسة، تأكدنا أن الإنجاز الرياضي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدعم الرسمي الحكومي والشعبي، لأنه الأساس الذي تعتمد عليه المؤسسة الرياضية، فتجد نفسها متمكنة وقادرة بفضل الموارد المالية التي توفرها لها الدولة، بالإضافة إلى قدرتها السياسية وعلاقاتها الدولية وصلاتها مع البلدان المتقدمة في مجال الرياضة.

وفي هذا السياق، لا أريد القول إن هذه المهمة تخص اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية أو الاتحادات الرياضية المعنية فقط، بل أن هذا الملف يمثل مسؤولية حكومية رسمية. إن تحقيق الميدالية الأولمبية والتأهل إلى بطولة كأس العالم هما مهمتان خاصتان وصعبتان ولا تتحققان إلا من خلال جهات ذات سلطة وإمكانات كبيرة.

أقول لقيادة الدولة: من واجب الحكومة أن تقدم للقيادات الرياضية المعنية كل التسهيلات وتوفر المهام الوطنية لدعم هذه الإنجازات الرياضية. لا يجب مطالبة الاتحادات المعنية بما هو فوق طاقتها. وما على اللجنة الأولمبية الوطنية والاتحادات الرياضية المختصة إلا أن تكشف عن الطاقات الرياضية والكفاءات الفنية وتعمل على تحضيرها من خلال المنافسات الرياضية، وتنظيم معسكرات إعدادية طويلة، ومراقبة تطور قدرات الأبطال. يمكن أيضًا البحث عن كفاءات ومواهب جديدة في ألعاب محددة، وتحضيرها للمنافسات الدولية والتمهيدية للأولمبياد.

أما بالنسبة لإعداد منتخب كأس العالم، فإن ذلك يسير وفق منهج الاتحاد العراقي لكرة القدم، الذي فتح الأبواب أمام الكفاءات العراقية للظهور والتأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة.

أما على المستوى الأولمبي، فأقول للاتحادات الوطنية ولكل الألعاب الرياضية: أتمنى أن تجتهدوا وتواصلوا عملكم لاكتشاف المواهب والكفاءات العراقية القادرة على تمثيل الوطن خير تمثيل. وأقول لأحبائي في جميع الاتحادات الرياضية، وعلى رأسها اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، إنكم مدعوون للعمل الجاد والمجتهد من أجل الارتقاء بالرياضة، والسعي لتحقيق الميدالية الأولمبية، والتأهل إلى بطولة كأس العالم، لأن هذا شرف كبير لرياضتنا وإنجاز مشرف لأبطالنا.