اخر الاخبار

لم يعرف التاريخ دكتاتورية صمدت إلى الأبد، لكن (بالمقابل) لم تسقط أية دكتاتورية دون أن تترك وراءها خرابا لا يُنسى، وأكثر معاينات الخراب ما يتعلق بأحوال البشر الذين عاشوا أهوالها من أمراضٍ وعُقد وعصبيات، ومنذ عقود عكف المحللون الاجتماعيون على دراسة الآثار التي تتركها الدكتاتوريات في سلوك الأجيال التي عانت حكم القمع الطويل ومصادرة الحريات، وبين أيدينا نماذج من الدراسات والمعالجات القيّمة من الارجنتين وجنوب افريقيا وإسبانيا، والكثير منها أنتج معارف طبية تطبيقية لمعالجة الضحايا لكي لا يمارسوا حياتهم تحت تأثير وهاجس تلك الحقب السوداء، والأهم، منع إعادة انتاج بيئات وثقافة الدكتاتورية المهزومة، في قوانين وإجراءات خانقة، أو في مناهج تعليمية تبيح العنف والتمييز والاخضاع، فيما رصدت دراسات طليعية أن الكثير من الناس ممن دمرت انسانيتهم الدكتاتورية تحولوا إلى قطيع فاقد الوعي تحت إملاءات نظام الإخضاع والتخويف، وهو الميدان الذي اشتغل عليه العالم البايولوجي الروسي إيفان بافلوف في القرن التاسع عشر ونال عنه جائزة نوبل العام 1904 وتقوم دراسته على رصد تفاعل الانسان، والحيوان أيضا، مع التأثيرات الطويلة الضاغطة وخضوعه لها، مع إدمان الخوف والاستسلام. لكن (انتباه) وعلى الرغم من كل جبروت الدكتاتوريات فأنها مثل حال الأرقام القياسية لا بد ان تُكسر يوما.. وإلى المزبلة.

عرض مقالات: