اخر الاخبار

في أكثر من تصريح وتلميح، وغير مرة واحدة من السطور المكتوبة، وفي عدد من المحافل والندوات، صرنا نسمع، وبلجاجة لافتة، دعوات إلى البراغماتية كتعويذة لمواجهة "المؤامرة الدولية" وأيضا للتنافس السلمي على المواقع والامتيازات، لكن الجديد في هذه الدعوات أن أصحابها جُدد على اللعبة، ولا أقول جهلة في معانيها.

وبعضهم يبشر بنوع "محسن" من البراغماتية على أساس "اسكت عليّ واسكت عليك" مقابل البعض الآخر الذي ما زال يشتم البراغماتية بعد ضمها، جهلا، إلى العولمة والليبرالية والشيوعية والكوسموبوليتية والسادية والمثلية والوجودية والإباحية، ويخص البراغماتية بريبة، من جنس الريب التي تحاط بها، عادة، الاصطلاحات الأجنبية، فكل ما يأتي من وراء المحيطات يجب التوجس منه والتحذير من غزوه للعقول، التعبير المباشر عن هذا التخبط هو عجز النهج الطائفي الفئوي في تعبئة الجمهور، وتصدع الثقة بالخطاب التخويفي حيال التحديات، والخشية من المستقبل، إذْ استُهلكت قوانات المؤامرة المُبيتة، وكفّت ان تكون وسيلة لتحشيد القوى التصويتية، وجاءت البراغماتية أخيرا كخشبة نجاة. في قصة معروفة للأطفال نالت جوائز كثيرة كان الأرنب الكسول يشارف على الغرق فخوّض إلى "قشة" ظنها خشبة نجاة وحين امتطاها، بعد جهد جهيد، غرق الاثنان.

عرض مقالات: