تعد بطولات الخليج بطولات محلية، حيث كانت فرقها ولاعبوها واتحاداتها قد بدأوا هذه البطولة بهدف النهوض بواقع كرة القدم في منطقة الخليج العربي، ودعم فرقها وتقدمها. وقد كانت تمثل بالفعل جهود أبناء ودول الخليج من أجل نهضة كرة القدم والرياضة في بلدان المنطقة. وكانت مشاركة الفريق العراقي هي النقلة النوعية في البطولة، التي أسهمت في تصاعد مستوياتها وتقدم فرقها. وفعلاً، تقدمت الفرق الخليجية وفرضت نفسها على الساحة العربية والآسيوية.
لقد حُرمنا من المشاركة في البطولة لسنوات طويلة بسبب حروب النظام الصدامي وعنجهيته، ومع كل الظروف، كانت بطولة الخليج مفتاحاً لتقدم كرة القدم على المستويات الخليجية والعربية والآسيوية. واليوم، نجد أن العديد من المنتخبات الخليجية، بما في ذلك العراق، تنافس على التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. وفرصتنا في التأهل إلى كأس العالم قائمة، حيث بات منتخبنا قريباً من هذه الفرصة، وقد فاز لاعبونا ببطولة خليجي 25 التي أُقيمت في البصرة عام 2023، وهم الآن يستعدون للتصفيات الآسيوية نحو البطولة العالمية.
ولكي نقدم فريقاً عراقياً طموحاً ومندفعاً نحو التقدم في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، فإن الواجب يقتضي من مبدعينا ومنتخبنا أن يكونوا جاهزين لهذا التحدي. وهذا لا يتحقق بالأماني، بل بالجهد والعرق والتماسك والاندفاع في المباريات الرسمية المقبلة. يجب أن يقدم لاعبونا أفضل مستوياتهم المشرفة التي ستساهم في حصد النقاط والتأهل بجدارة.
ستكون منافسات خليجي 26 فرصة للاعبينا ليثبتوا جدارتهم واستحقاقهم في البطولة اللاحقة، وفي باقي المباريات المؤهلة لكأس العالم. ومن خلال هذه البطولة، سيكون لدينا فرصة لبناء فريق قوي، مما سيساهم في تأهيلنا نحو هدفنا الأكبر. إن فوز منتخبنا في هذه البطولة سيكون بمثابة بوابة لمبدعينا وأسودنا لتقديم مستويات مشرفة، والسعي لتحقيق التفوق والنجاح، وتكرار ما تحقق في البصرة عام 2023، من إنجاز مشرف.
إن ما تحقق من استعدادات وفرص ومباريات عالية المستوى سيكسب منتخبنا المكاسب والفوائد، ويفتح الباب واسعاً أمامنا للتأهل إلى كأس العالم. ونحن نناشد لاعبينا ومنتخبنا العراقي أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يستغلوا هذه الفرصة لإثبات قدراتهم وجدارتهم، وأن يقدموا أفضل المستويات ويؤكدوا حقهم في التميز والظهور.
لقد أعطت مشاركة العراق في دورات الخليج العربية نكهة متميزة وطابعاً تنافسياً ساهم في إنعاش اللعبة وتطور مستوياتها وفنونها، وقدم العديد من مبدعينا أداءً متميزاً نال إعجاب الجماهير الخليجية. وهذا ما انعكس إيجابياً على اللعبة وتاريخها.
نؤكد على أسود الرافدين أن يكونوا على مستوى المسؤولية، وأن يقدموا المستوى اللائق بهم، فهم أبطال الدورة السابقة، وهم مرشحون بقوة للفوز بالبطولة الحالية، ويحظون بترشيحات قوية للتأهل إلى كأس العالم 2026.
ونناشد الجماهير العراقية التي ستواكب منافسات البطولة في الكويت الشقيق أن تكون على مستوى المسؤولية، وأن يكون تشجيعها ومساندتها للفريق العراقي وبقية الفرق الخليجية صادقاً ومعبراً عن الآمال والمشاعر العربية، وأن يعبر الفريق الفائز عن أماني وآمال أبناء الخليج ومشاعرهم الوطنية.
أملنا أن نشهد منافسات ودية ومعبرة عن المشاعر الحقيقية لجميع أبناء الخليج العربي.