الإرهاب يهدد العراق، يهدده الآن أكثر من أي وقت مضى، مما هو محدد، أو غير محدد، من خارج الحدود ومن داخل الحدود. من مشاريع التوسع والوصاية والتهديدات الخارجية، وأيضا من عقم ورطانات التجييش واستهتار السلاح المنفلت. والأخطر من كل ذلك ما يُعتقد (ويُعد منهجا سائدا) بأن الطائفي والأثني الإقصائي ليس إرهابا فيما هو يكمّل بدوره دائرة الأخطار المحدقة، فان الإرهاب والتطرف متّحدان عضويا، في التعريفات المدرسية وفي الترجمة إلى سلوك واستعراض القوة في الشوارع الأمر الذي مر طوال سنوات، وهما متحالفان في أنابيب المصالح والصفقات بين الأسياد، مما تحفل به وقائع الأحداث الدامية طوال عقدين من السنين.
إلى ذلك لا يكفي ان يكون الناظر إلى الأخطار التي تهدد العراق ان يكون في موقع النور لكي يترصدها جيدا، بل الأصح، ينبغي ان تكون الأخطار نفسها تحت النور لكي يحدد الناظر مصادرها وشكل الغارات التي تُعد لها، وحين يكون صاحب السلطة عاجزا ورهين غيره فإن الحديث عن الاستعدادات يدخل في موصوف العنتريات.. "العنتريات التي ما قتلت ذبابة" كما يقول نزار قباني.