أقدمت اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات على خطوة جادة وجريئة، بعد أن كانت بعض الاتحادات الرياضية العراقية قد شهدت تجارب مريرة نتيجة لتناول المنشطات من قبل بعض رياضيينا، مما أسفر عن حرمان بعض الأبطال من المشاركة في البطولات الدولية. وكان آخر هذه الحوادث ما وقع مع أحد المرشحين للدورة الأولمبية في باريس، حيث فشل بسبب ثبوت تناوله للمنشطات، مما حرمه من فرصة المشاركة "المجانية" التي قدمها الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
هذا الواقع دفع بلجنة مكافحة المنشطات إلى عقد لقاء مع لاعبي المنتخب العراقي لكرة السلة لتوضيح المخاطر والآثار السلبية التي قد تنجم عن تناول المنشطات المحظورة. كما تم تقديم شروحات توعوية للتعريف بمخاطر تعاطي المنشطات، وأهمية تجنبها، وتأثيراتها المدمرّة على الصحة العامة وعلى الرياضيين بشكل خاص.
وأكد المحاضر أحمد عبد خماط أن الهدف من المحاضرة هو "تثقيف الرياضيين وتوعيتهم بالمخاطر والأضرار الصحية التي تسببها المنشطات"، مشددًا على أهمية الحملات التوعوية لخدمة الرياضيين ورفع مستوى الوعي الرياضي لديهم حول خطورة المنشطات وتأثيراتها الكبيرة على الأبطال وممارسي الرياضات. كما قدم المحاضر توضيحًا شاملاً حول المواد المحظورة دولياً وكيفية تجنبها وطرق الوقاية منها، وأجرى فحوصًا طبية على اثنين من اللاعبين الذين يستعدون للمشاركة في بطولات خارجية قادمة.
بدورنا، نثني على خطوة اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات، فهي خطوة إيجابية تظهر اهتمامها بالرياضيين قبل مشاركتهم في الفعاليات الرياضية الدولية، بهدف ضمان تجاوزهم الفحوصات الطبية المتعلقة بالمنشطات. كما تسهم هذه الخطوة في تعزيز وعي الرياضيين ورفع مستوى الالتزام بالقوانين والضوابط الدولية المتعلقة بمكافحة المنشطات.
تشكيل اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات في اللجنة الأولمبية الوطنية يعد خطوة هامة في الحفاظ على صحة رياضيينا وحمايتهم من الانزلاق في فخ المنشطات. ولعل هذه الجهود ستساهم في زيادة الوعي لدى الأبطال الرياضيين حول خطورة هذه المواد وآثارها المدمرة على صحتهم ومستقبلهم الرياضي.
كما ندعو جميع الاتحادات الرياضية إلى نشر هذا الوعي والعمل على تنظيم محاضرات توعوية لجميع منتخباتها وفرقها الرياضية لتعريفهم بمخاطر تناول أي أدوية أو علاجات دون إشراف طبي، وخاصة بالنسبة للرياضيين المشاركين في البطولات الدولية.
وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد العراقي لكرة السلة في هذا المجال، حيث أبدى اهتمامًا خاصًا بهذا الموضوع قبيل مشاركته في بطولة خارجية قد يتعرض خلالها لاعبوه لاختبارات للكشف عن المنشطات. ونتمنى أن تواصل جميع الاتحادات الرياضية تنظيم فعاليات توعوية مماثلة لجميع لاعبيها لتعريفهم بمخاطر المنشطات وآثارها المدمرة، حيث إنها تضر الرياضة العراقية بشكل عام، وتحرِم الأبطال من الفرص بسبب هذه الممارسات غير الرياضية.
كما شهدنا مؤخرًا انطلاق سلسلة من الندوات التوعوية عبر الإنترنت من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التي تتعلق بمكافحة المنشطات وتسلط الضوء على أحدث التطورات في مجال الطب الرياضي. وقد تم خلال هذه الندوات استعراض أحدث القوائم من المواد المحظورة لعام 2025 وفقًا للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، وحضرها أكثر من 200 ممارس طبي وقانوني، تلقوا تفسيرات مفصلة حول التعديلات الجديدة. ومن المقرر عقد ندوة أخرى حول نفس الموضوع في 17 كانون الأول المقبل.
أحبتي في مؤسسات الرياضة العراقية، أنتم مطالبون بتفعيل وتنشيط دور اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات وتسهيل مهماتها من خلال متابعة لاعبي المنتخبات والفرق العراقية المشاركة في البطولات الدولية، من أجل محاربة هذه الآفة المدمرة التي تؤثر سلبًا على رياضتنا ومستقبل أبطالنا.