إذا لم يتبق لنا فعلٌ نفعله فلنمارس لعبة الآباء الذين كلما أصابهم النحس لجأوا إلى التمنيات، وكلما سقطت بهم الأقدار من الأعالي عادت بهم الأشواق إلى النعيم وراحة البال. فبعد أيام ندخل عام المخاضات الكبيرة 2025. الانتخابات. الحرائق التي تحيطنا. حروب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني. ملفات الأمن. الحقوق المدنية. العاطلون. الأرامل. السلم الأهلي، وهكذا تتخذ الأمنيات شكل جرعة من عقار مسكّن، إذ نقف على صفيح ساخن، بين أن نستأنف مشوارنا على الخارطة، او أن نستقيل منها إلى شراذم، فيما نحن متعددون في الانتماء والعقائد والأديان والملل والمراتب والأجور، وموحدون في الجغرافيا وفصيلة الدم وحنفيات الماء. نقبل بذلك لنربح أنفسنا، او نرفضه لنخسر الحياة.
هو عام الإجابات بعد أن أعيتنا الأسئلة. نعم، فثمة مؤشرات مسبقة لأحداث وتحولات على تقاويم هذا العام مسبوقة ببلوغ الأجنة أجَلها بعلامة الانقباض على الرحم والتمرد على مساحته وقدره، ويقولون، لا مفر من الاستعداد لاستقبال الوليد، والسعي إلى تغيير معدات المشهد وتجديد مضامينه، وبخلاف ذلك-كما يقولون- فإننا حيال مصير مجهول كانت قد سبقتنا إليه أمم نسيها التاريخ المكتوب، وبدلا عن ذلك، يلزم ان نقلب باطن أكفنا لنتهجأ الطريق إلى رغيف الخبز النظيف.. وعلى الأرض السلام.