اخر الاخبار

قد يعتقد البعض أن الرياضة عالم مثالي خالٍ من الخلافات والاختلافات بين أهلها وأبنائها، لكن الحقيقة على عكس ذلك تماماً. فالخلافات والصراعات بين أهل الرياضة محتدمة وفاعلة ولها تأثيرات كبيرة وواضحة، وهي بالتأكيد تؤثر على الإنجاز الرياضي. إن عملية الانسجام والتفاهم داخل العائلة الرياضية وما بينها هي أساس النجاح والإنجاز والتفوق.

الكثير من متابعي الرياضة وعشاقها يرون أن ما يتحقق في الألعاب عائد فقط إلى الأبطال الرياضيين، وأن المساعي والإنجازات محصورة في الرياضي وأدائه وإنجازاته، وهذا لا يمثل الحقيقة كاملة. هنا علينا أن نبحث عن الأسباب الأخرى التي تؤثر في تحقيق البطولات والأرقام والنجاحات.

إن هذا العامل يعد مهماً وحاسماً في الرياضة في جميع أنحاء العالم. عدم الاهتمام والرعاية لهذا الجانب سيؤدي إلى فشل وإخفاق رياضي عام، وهذا ما نشهده في رياضتنا منذ عقود طويلة، ألا وهو سوء إدارة العمل الرياضي والمتمثل في إدارة المؤسسات الرياضية مثل اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، الاتحادات الرياضية، والأندية الرياضية.

إن سوء الإدارة والفشل في هذه المؤسسات ينعكس سلبياً على إنجازات وإبداعات أبطال الرياضة وألعابها. والسبب الرئيسي لهذا هو فشل قيادة المؤسسات الرياضية، حيث أن القيادات العاملة في هذه المؤسسات تتمسك بالمناصب والمواقع، وكل شخص يدافع عن وجوده حتى لو كان فاشلاً وغير قادر على العمل في هذا المجال.

على سبيل المثال، نجد البعض من العاملين في إدارة المؤسسات الرياضية قد أكّدوا فشلهم وخيبتهم في العمل الرياضي بجميع أنواعه: لاعباً، ومدرباً، وإدارياً، ولفترات طويلة. ولم نجد في الرياضة العراقية من يمتلك التضحية والإيثار والشجاعة لينسحب من هذا المجال.

فما هي الدوافع التي تدفع ببعض المسؤولين في الاتحادات والأندية الرياضية للاستمرار في العمل رغم الفشل الذريع والإخفاقات المتواصلة؟ بالتأكيد، نجد أن هؤلاء البعض يندفعون وراء مصالح شخصية أو فئوية، وبالتالي يتحول هذا الاندفاع إلى منافسات حادة من أجل المصالح والغايات الشخصية. وهذا التشبث بالمواقع ليس دفاعاً عن الرياضة أو حرصاً على دورها في المجتمع.

وفي هذه المواقف، نجد أن الساحة الرياضية تضيق بهم وباندفاعهم، فيسعون لإثارة الاضطرابات والمشاكل. وهنا يحق لنا أن نتساءل: لماذا هذا التشبث والرغبة القوية للبقاء في الرياضة والاقتتال من أجلها؟ الجواب يكمن في أن هؤلاء يسعون لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية وسياسية، إضافة إلى الوجاهة والوصول عبر الرياضة إلى العلاقات والنجاحات.

ولكن نجد أن الإعلام وبعض مريديه يسعون للعب على الحبال والمصالح الشخصية، والاستفادة المادية على حساب مصلحة الرياضة والوطن.

إن رياضة الوطن وأثرها في المجتمع هي مجال حيوي وأساسي للنهوض بواقع الشباب وتحقيق الإنجازات الرياضية التي ترفع من شأن الوطن والمواطن. لذا، نجد أن بعض العاملين في المؤسسات الرياضية يسعون لإفشال العمل الرياضي، ويتمسكون بالبقاء في هذه المؤسسات، مما يسبب للرياضة والوطن إخفاقات متكررة.

إن العمل الرياضي وتحقيق الإنجازات والنجاحات لا يتم فقط من خلال الرياضيين والأبطال ونتائجهم، بل من خلال الإدارة الناجحة والسياسات والبرامج التي تقدمها الإدارات والمؤسسات الجيدة والرصينة والمسؤولة وطنياً وبأمانة عن قيادة العمل الرياضي العراقي، ونقله إلى فضاءات واسعة ومجالات جديدة.

إن أبطال الرياضة والألعاب يقدمون أقصى الجهود وأفضل الإنجازات إذا وجدوا من يتعاون معهم ويسعى لتطوير ألعابهم وتحسين إنجازاتهم، وتقديم هذا الإبداع للوطن ومن أجل الوطن. وهنا نطالب بالاهتمام بالإدارات الرياضية للمؤسسات العراقية الرياضية، لتكون عوناً للرياضيين والأبطال، ولتوفير العمل المخلص الوطني لهم ولنجوم الرياضة.