اخر الاخبار

حتى الآن، تجري فصول اللعبة في الكواليس، وبين الرؤوس والأذناب معا، فلا ينبغي التصديق كفاية (والانتخابات تدقّ الابواب) ما يقال بأن النية تتجه إلى تصفية القلوب والعودة إلى حكمة التوافق والتكافل والتضامن والأخوة والشراكة، فإن شيئا قليلا من هذا يحدث حتى الآن، وأن من يقترب من دائرة تلك الكواليس، ومن يمعن النظر في تسريباتها، سيعرف كيف يلوي البعض ذراع البعض الآخر من المواضع الحساسة، والهدف هو الحصول على التنازل ولو عتبة عن قاسم المشهد ومقسوم الامتيازات، وطبعا سيكون المراقب بحاجة إلى تفكيك بعض الألغاز والرطانات حول العملية السياسية التي لم تعد سوى جثة برائحة بخور بلا رائحة.

الذي يجري باختصار، محاولات محمومة لإعادة هيكلية المصالح الحزبية، وترتيب تناسب الزعامات في قلب بيت الفساد والمحاصصة في حساب جديد للحجوم والمقامات، وثمة بالمقابل إيماءات عن تحريك ومراجعة قواعد وثوابت وتعهدات واستحقاقات سابقة. المتقدمون يتصرفون كأصحاب حق إضافي، والمتأخرون غير مستعدين للتنازل عن مساحاتهم، فيما يبحث الآخرون عن معابر قصيرة وآمنة للإمساك بالحصان الجامح، أما أحوال الملايين، من معاناة المحرومين والعشوائيين وأطفال القمامة وطوابير النساء وجيش العاطلين وأحياء الفقر والظلام وأزمات الكهرباء والماء والتربية فهي تدخل في لعبة ليّ الاذرع.. إلوي يدي هنا، ألوي يدك هناك، وكلاهما إلى عقَبَة.. وما أدراك ما العقبة.