اخر الاخبار

أخذتُ عنوان مجموعتي الشعرية (لا .. كما نريد) التي صدرت عام 2021، ليكون مدخلاً لحديثي، إذ أننا أُصِبْنا بخيبة أملٍ كبرى، بعدما كنّا نمنّي النفس في تحقيق أحلامنا بحياة رغيدة لا تشوبها شائبة، وقد عانينا ما عانينا من النظام الفاشي المقبور!

حين أشرقت الشمس عام 2003 فتحنا أعيننا على أشعّتها فرحين مستبشرين بما ستؤول إليه الأيام وما ستحظى به حياتنا من تغيّر نحو الأفضل في كل شيء، لكن الخيبة سكنتنا حين دبَّ الخراب والفساد الذي شرعنته المحاصصة المقيتة بكلّ صُوَرِه، ما جعل الغالبية العظمى من المواطنين ترزح تحت نير الفقر في بلدٍ هو أغنى من كثير من بلدان العالم الأخرى من حيث الثروات النفطية على الأقل وفي الآثار والمزارات الدينية وغيرها!

فالمحاصصة ومافيات الفساد التي أدخلت البلاد في دهاليز لا أول لها ولا آخر، جعلتنا نضرب أخماساً في أسداس قلقين على كل شيء وخائفين من كل ما يحصل، لا نعرف ما تخبّئه الأيام من مفاجآت، والأكثر إقلاقاً هو القوانين التي تُقَرُّ بين آونة وأخرى دون دراسة وتمحيص وبلا تخطيط مسبق لتسلب آخر أمل في انفراج أزمة ما.

صرنا نعيش الأزمات الواحدة تلو الأخرى، بل وتظهر وتتفاقم أزمات جديدة نتيجة التخبّط وسوء التصرّف وعدم دراسة القوانين ومراعاة مجتمعنا بشكل جيد.

صرنا ننتظر فرجاً ما في إقرار الموازنة كمثال على قولي، لكنها صارت العبء الأكبر على الناس نتيجة التجاذبات والاختلافات وما إليها.

الموازنة التي تعتبر الشريان الرئيسي لمسيرة البلاد ولحلّ الأزمات وتحسين الخدمات والعمران، تطوّح بها الصراعات والتكالب على المصالح الفئوية دون النظر إلى حال الناس، خاصة الفقراء والمعوزين ومَنْ صاروا تحت خط الفقر بنسب كبيرة، وباتوا لا يعرفون أمسهم من يومهم من غدهم .

الموازنة هي المفتاح لكل شيء، فإذا كانت السبب في خلق الأزمات فلنقرأ على البلد السلام !

كذلك القرارات التي تصدر بين آونة وأخرى بخصوص استقطاعات ورسوم وغيرها، لتسبب قلقاً ومخاوف في أوساط المواطنين الواسعة.

والحق الحق أقول لكلّ السياسيين والمسؤولين ان علينا أن نعي مسؤوليتنا الكاملة تجاه الناس أولاً، والوطن الذي ندّعي الانتماء إليه ثانياً، ونفكّر بضمير حي وعقلٍ متنور بعيداً عن الطائفية والحزبية والفئوية، ونرمي كل مصالحنا خلف ظهورنا جاعلين مصلحة الوطن والناس بين عيوننا، ونجلس لنتحاور بكل شفّافية وطيب خاطر كي نخرج بقوانين هي الأنسب والأفضل للناس جميعاً، لا أن نرمي كل مشاعرهم وحياتهم على قارعة الأزمات والقلق والخوف من المجهول، تاركينهم يردّدون في سرّهم كلاماً آخر. وسيأتي اليوم الذي نندم فيه لأن عجلة الحياة تدور ولن تتوقف عند حدٍّ ما، ولابدّ لليل أن ينجلي. حينها سيلعننا التاريخ والناس كما لُعن الذين قبلنا!