هي نداء أخير لانقاذ ما يمكن انقاذه في حساب مسؤول للاخطار الداهمة، وقل انها نقطة افتراق افتراضية بين زلزالين، والحاجة إلى تصفير الوقت لا تسويفه أو الاحتيال عليه. هي ليست تحبيذ لفكرة البطل الذي يقاتل حتى النفس الأخير، بما يشبه الانتحار، او تلفيق لصورة المنقذ الأسطورة الذي أرسلته الأقدار لينتشل القارب من الغرق.
ساعة الصفر العراقية توقيت تاريخي فاصل يطرح نفسه في لحظة تنتظرها الملايين الحائرة حيال ما يجري لمصائرها، إنها توقيت عقلي استباقي لخطوات رشيدة تأخذ القارب إلى شاطئ النجاة من غير حساب فئوي للربح والخسارة، طالما أن الرابح هو العراق كي يبقى على الخارطة.
المشكلة ان اصحاب الشأن، الفاشلون، ثقـُلت خطاياهم، وهزلت لمّتهم، تماما مثل قصة البالون الذي كان يشرف على السقوط قبل أن يقطع البحر بسبب الأثقال التي يحملها، فلم يكن أمام ركابه إلا حكمة واحدة تضمن نجاتهم هي أن يلقوا بأمتعتهم، ثم ببعضهم، فحددوا ساعة الصفر للبدء بالتضحيات المستحيلة.. أو فليصبحوا جميعا بما يحملون طعما للأسماك.. غير مأسوف عليهم.