منذ التغيير الذي حصل في الوطن في 9/4/2003 وإلى اليوم كتبنا ونستمر بالكتابة وحاولنا ونستمر بالمحاولات مع وزراء الشباب والرياضة وكل المعنيين بالشأن الرياضي والشبابي، إلا أن المعنيين بالقطاعين الرياضي والشبابي لم يعيروا لنا الاهتمام المناسب ولا الرد المقنع، لان القيادات الرياضية والشبابية جاءت بأفكار ومقترحات مرسومة ومتفق عليها تقضي بممارسة هذه المناهج والاعتماد على السياسة الاقتصادية وفق منهج (الاقتصاد الحر) وسياسة (دعه يعمل دعه يمر)، وبهذا تم تكريس هذه السياسة وهذا المنهج مما تسبب في ضياع المؤسسات الرياضية وهي (الأندية الرياضية ومنتديات الشباب)، فقد كانت هذه المؤسسات عبارة عن تجمعات للشباب المبدعين والرياضيين الأبطال حيث كانت منتديات الشباب اساساً متيناً لقيادة الشبيبة رياضياً وإعطائهم دورات علمية وفنية وتدريبية ومهنية لتعليمهم واعطائهم دروساً في تعلم المهن والمصالح، وبهذا يندفع الشباب للتعلم وأخذ دروس في المهن والمصالح وهكذا كانت منتديات الشباب (مراكز الشباب) أمام فرص للعطاء والتدريب، وبذلك قدمت منتديات الشباب أجيالاً من المبدعين والأبطال وكان وعلى سبيل المثال منهم الفنان الكبير كاظم الساهر حيث تدرب على الموسيقى والغناء في مركز شباب مدينة الحرية، ومبدع عالم الرياضة وكرة القدم الكابتن حسين سعيد نجم الكرة العراقية. وقد قدمت منتديات الشباب مبدعين كثر كانت لهم أدوار مهمة وفاعلة في مركز شباب الإسكان في مجالات الإبداع والتميز، وكان منهم المبدع الممثل جلال كامل والمئات من المبدعين العراقيين من خريجي منتديات الشباب.
اما الأندية الرياضية فقد كانت مجالاً رحباً لأبطال الرياضة والألعاب حيث كان الكثير من أبطال العراق ومن المع نجوم الرياضة والألعاب حيث ضمت انديتنا جميع الألعاب الرياضية وأبطالها وكانت المباريات والمنافسات تتحول إلى مهرجانات للفرح والبهجة، أضافة لهذا الأداء البطولي الرياضي نجد ان الأندية الرياضية كانت فيها مجموعة من الفعاليات والنشاطات مثل شعبة النشاط الرياضي وشعبة النشاطات الاجتماعية والنشاطات الثقافية. هكذا كان حال الأندية الرياضي. لكن هذا الحال تغير اليوم وتحولت الأندية الرياضية إلى ما يشبه الفرق الشعبية وهي لا تمارس إلا لعبة واحدة، لقد كانت لدينا أندية كبيرة ولها أدوارها في المجتمع وتأثيرها الإنساني والأخلاقي، وقدمت للرياضة العراقية جهوداً مشكورة، وكان لمعلمي ومدرسي الرياضة أدوار فاعلة وكذلك بعض الشخصيات والوجوه الاجتماعية البارزة، كانت لهم أدوار فاعلة ومهمة في مسيرة الأندية الرياضية ونشاطاتها إلا ان هذه الأدوار انتهت وتلاشت في مسيرة وحياة الأندية الرياضية ومنتديات الشباب وخاصة بعد ان جردها (النظام الديكتاتوري) من دورها وأثرها في المجتمع وليكمل الواقع الحالي (الضربة القاضية) على الأندية ومنتديات الشباب حيث اتبعت الحكومات الجديدة بعد التغيير في 2003 منهج الاستثمار والسعي من أجل بيع وإيجار هذه المؤسسات وبعض المنشآت، الأمر الذي تسبب في ضياعها، علماً ان هذه التجربة كانت قد تأسست وأشرقت في السابق وأثبتت نجاحها وتفوقها وحسن ادارتها ولكن!
إن اصدار القانون الرياضي العام سيساهم بشكل متقدم في إنجاح تجربة الأندية الرياضية وأن الاهتمام والرعاية بالأندية المحترفة من قبل مجالس إدارتها ومستثمريها والهيئات الإدارية المسؤولة عن عملها الرياضي سيساهما في تحقيق نقلة نوعية لهذه الأندية، اما منتديات الشباب ودورها في حياة الشبيبة ومساهمتها الجادة في رعاية المبدعين والطاقات الفنية والعلمية والرياضية وتبعدهم عن الانحراف والرذيلة كل ذلك سيساهم في نهوض حركة المجتمع والانتقال به إلى شاطئ السلام والمحبة.