اخر الاخبار

يستحق إبراهيم الحريري ان يكون راعيا غائبا - حاضرا لمهرجان طريق الشعب التاسع. لنتذكر انه لم يجلس على مقاعد الدراسة اكثر من ست سنوات، فيما بقي يكتب منذ ان ترك "الصف السادس" طوال سبعين سنة دون توقف، بدْا من صحيفة حائطية في بدرة يوم كان مبعدا حتى اخر معركة له مع الموت في اذار العام الماضي حين قال للمقربين منه وهو يحتضر "تره الموت سرسرلوغيه حاشاكم".

كان "أبو فادي" في حياته الخاصة ارستقراطيا، يجيد الاتيكيت، ممارسةً وشياكة وسلوكا، الى ابعد موصوفات الاناقة والعفة واحترام المقامات، لكنه من هذا الموقع كان قد انغمر في قاع المجتمع وحياة المهانين والفقراء والعاطلين والباعة المتجولين وبقي صديقا لهم، لا ينظر الى معاناتهم من وراء الزجاج، بل من معايشة يومية تعلمها من عمله في صحافة الحزب الشيوعي، وعلّمها لنا بقوله: "ان حال الذي يكتب من البرج العالي عن المهمشين حال الأطرش الذي يسمع موسيقى".