كنا قد ناقشنا في مقال سابق أهمية تواجد لجنة فنية تهتم بشؤون فرق أندية دوري نجوم العراق من حيث تقييم الفرق ومستوياتها ووضع المقترحات لمدربيها وتقييم لاعبيها.
واليوم بعد سلسلة من المباريات لمنتخبنا الوطني وجدنا أن هذا المنتخب الذي يخوض غمار تصفيات كأس العالم 2026 من دون لجنة فنية تقيم أداءه وتمنح لاعبيه الملاحظات والتوصيات الخاصة بكل مباراة، وهي مغيبة كما يشاع بفعل فاعل بسبب رغبات شخصية من أحدهم ولدوافع خاصة ومصلحية.
لقد تعرفت خلال مسيرتي في مجال كرة القدم لأكثر من ستة عقود على حكايات وأحداث مهمة وتجارب تعلمت منها ومن خلالها على تجارب رياضية كان الأساس فيها هو استمرار الدرس والتعلم مهما بلغت قابلية المعلم من المعرفة والتجربة، لذا أقول للعاملين في الاتحاد العراقي لكرة القدم عليكم بالمزيد من المعارف والعلوم ولأن كرة القدم علم لا ينتهي ومع كل مباراة تجارب جديدة وتزداد حاجتنا للمزيد من المعارف والعلوم الرياضية، أما أن يعتقد البعض من العاملين في التدريب والإعلام أنهم ختموا وأتموا علومهم ومعارفهم فهذا جهل.
أتذكر من الماضي أن مدرب منتخب إنكلترا آلف رامزي الذي أحرز بطولة كأس العالم عام 1966 كان قد طلب من الجماهير الإنكليزية ان يضع كل واحد منهم التشكيلة المناسبة للمنتخب الإنكليزي وهنا قدمت الجماهير آلاف التشكيلات حسب وجهات نظرها ودرسها المدرب واحترم رأي الجماهير. وكذلك كان الفريق البولوني المشارك في كأس العالم عام 1974 الذي أحرز المركز الثالث في تلك البطولة بعد فوزه على المنتخب البرازيلي، إذا الأعمال الكبيرة بحاجة إلى أفعال مدروسة ومحسوبة.
إن اقتراحنا بتشكيل لجنة فنية هو اقتراح نابع من عقلية علمية تنطلق من مصلحة أندية دوري نجوم العراق، لذا فالاتحاد مطالب باستحداث لجنة فنية لمتابعة أداء لاعبي المنتخب الوطني ولاعبي فرق الدوري المحلي، وهذه اللجنة سوف لن تنقص من قدركم ودوركم ونجاحكم.