منذ التغيير الذي حل بالوطن في 9 نيسان 2003 سعينا ومعنا الكثير من شرفاء الوطن والجادين لخدمته ورفعنا شعار الإصلاح الرياضي، إلا ان تلك المحاولات لم تلقى آذان صاغية ولا استجابات صادقة. وكانت هناك بعض المحاولات الصادقة لإصلاح الواقع الرياضي، لكن الفاسدين والسراق كانوا هم الأقوى، وحصلت عملية خطف القيادة الأولمبية في اجتماع عام للمكتب التنفيذي، ورغم محاولات الوطنيين إلا أن عملية الخطف تمت وضاع كل شيء، وظل العمل الرياضي ضائعا رغم جدية ومحاولات البعض ممن يريدون إصلاح القطاع الرياضي.
واليوم وبعد اخفاقاتنا المتكررة في الألعاب الأولمبية وآخرها في باريس هذا العام، صار من الواجب والمطلوب ان نفكر ونخطط بشكل جاد لرياضة العراق ونسعى لوضع (قطار الرياضة) على السكة، بعد ان غابت الرؤية الصحيحة في الفترة التي سبقت 2003 وتكرر الضياع بعدها.
وبالرغم من صدور توجيها خاصة بالرياضة والرياضيين ومنها القرار رقم (6) لسنة 2013 والخاص بالأبطال والرياضيين الرواد، وهو من مكاسب المرحلة الجديدة وكذلك تضمين الدستور الدائم لسنة 2005 مادة دستورية تخص الرياضة وهي المادة (36) والتي نصت على (حق ممارسة الرياضة لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها).
ومع كل هذا وجدنا تراجعاً في القطاع الرياضي وممارسيه، وهذا يتطلب منا نحن المعنيين بهذا القطاع الحيوي والمهم ان نقدم دراسات وأفكارا ومقترحات لإحداث ثورة في الرياضة يساهم فيها كل الخيرين من أبناء الوطن والعاملين فيه.
علينا أولا أن نبدأ في إبعاد كل العناصر المشبوهة والفاسدة من المؤسسات الرياضية والتي تواصل عملها منذ سنوات طويلة بلا فائدة تذكر! والأمر الآخر ان يتم تحديد المنصب لمدة دورتين انتخابيتين فقط، من أجل عدم تكريس سياسة الاحتكار للمناصب، كما ندعو الاخوة العاملين في المؤسسات الرياضية إلى عدم جواز الجمع لأكثر من منصب او واجب، وعدم جواز الجمع بين الإدارة وواجباتها والتدريب ومهماته او الحصول على أكثر من راتب، مما يحفز المستفيد لاحتكار المنصب من أجل الاستفادة المادية، ولا يفتح الطريق أمام ظهور كفاءات وقابليات أخرى.
هنا أطالب قيادة الأولمبية أن تمارس دورها وان تعتمد سياسة الثواب والعقاب، إذ ما زال هناك الكثير من قادة المؤسسات الرياضية دون مستوى الطموح ولم يحققوا أي إنجازات تذكر لاتحاداتهم وانديتهم..
إن توسيع العمل الرياضي القيادي يساهم بالتأكيد في تقديم قيادات شابة وجديدة وكذلك نطالب بعدم الجمع بين عضوية المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية ورئاسة أحد الاتحادات المركزية لأن هذا الجمع يولد صعوبة بالغة في حسن القيادة وتعثر النجاح في هذين العملين – رئاسة اتحاد مركزي وعضوية مكتب تنفيذي – ولأننا بحاجة إلى قائد متمكن ومتفرغ لاتحاده وبرنامجه عليه أضع أمام قيادة الأولمبية تنفيذ هذا المقترح.