تجربة جديدة في الرياضة العراقية جربها ونجح فيها الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وهي الرعاية والاهتمام باللاعب العراقي المحترف في جميع انحاء اوربا وكل بلدان العالم من حيث المستوى المتقدم والتفاهم والانسجام مع إخوته لاعبي الوطن رغم محاولات وجهود البعض لدق اسفين في هذه العلاقة وبعد تجاوزنا أزمة (لاعبي الداخل والخارج)، وفعلاً نجحت التجربة وكسبنا لاعبين بمستويات عالية وأدوات مؤثرة استطاعت أن تحرك المستوى العام للاعبي الداخل وحركت فيهم الحماسة والاندفاع وأكدت على خلق أجواء جديدة بين لاعبينا بكل انواعهم. وهذا يدفعنا اليوم لإعادة تجربة كرة القدم على بقية الألعاب وأنواع الرياضات. فالعالم المتقدم يعتمد الرغبة أولاً والحماسة والاندفاع ولأي لعبة لكنه بنفس الوقت ينظر إلى الرياضي المتقدم لممارسة لعبة بعينها ويعمل على النظر والتقدير لهذا الرياضي وجسمه وقابليته البدنية وقوته العضلية ويدعوه لممارسة هذه اللعبة او تلك وبهذا نجد تعاونا ما بين الهواية والرغبة والاستعداد البدني وهذا يحقق التوجهات الرياضية بشكل علمي وموضوعي. عليه أقول لأحبتي في الاتحادات الرياضية، بضرورة البحث عن كفاءات ومواهب بكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد والملاكمة والمصارعة وكرة الطاولة وكل الألعاب الرياضية، لأن هذه المواهب والكفاءات ممكن ان تعد وتبنى بشكل ملائم وصحيح وان تكون مشاركاتها مؤثرة وعلى مستوى ألعاب فردية ولنا تجارب عربية وأفريقية حققت وقدمت لبلدانها إنجازات رياضية كبيرة وخاصة في مجال الألعاب الفردية، وهذا ما نطمح اليه حيث كنا على استعداد لإرسال بعض الموهوبين من الرياضيين لمعسكرات تدريبية وتطويرية ومهارية إلى بعض بلدان العالم المتطورة في ألعابها بغية منحهم التدريب الصحيح والخبرة والتكتيك المناسب ولفترات طويلة وهذا ما تفعله الكثير من بلدان العالم الثالث لمحاولة تعويد أبطال الرياضة على أجواء التدريب العلمي الصحيح والمنافسات وقوتها والتدرج في البناء الرياضي. إن جميع الاتحادات الرياضية المركزية مدعوة لان تتحرك في هذا المجال الرحب والمناسب للاستفادة من (الهجرة الإجبارية) لأبناء الوطن واستثمار ما حققه أبناء العراق في (المغتربات) فمنهم من تفوق علمياً ودراسياً ومنهم من صنع مجداً رياضياً فعلياً، مطلوب أن نبحث على أمثال هؤلاء ونعيدهم إلى الوطن الأم لخدمته وتقديم أنفسهم بكل حب واحترام. وهذا لا يتم بالأماني والآمال وانما من خلال الكشافين والباحثين عن المواهب والكفاءات وبمختلف الألعاب ولتشكل هذه الخطوة بداية انطلاقة جديدة لألعابنا ورياضتنا. إن نجاح هذه الخطوة ستساهم في دعم عموم الألعاب الرياضية وتؤسس لرياضة قادمة تبشر بالخير خاصة وأن تجاربنا مع كرة القدم حققت ما نصبوا اليه. وهكذا ستكون في بقية الألعاب. وهنا أطالب إخوتي بالاتحادات الرياضية المركزية بأن تشمر عن سواعدها وأن تمارس دورها في البحث عن الخبراء والكشافين في العابهم وإقامة جسور من الثقة وتبادل المعلومات حول المواهب والكفاءات في مختلف بلدان العالم من أبناء العراق وأهله والسعي لتقريبهم والاهتمام بهم والاتصال مع عوائلهم وفتح الطريق أمامهم لتمثيل الوطن الأم بأي نوع من أنواع الرياضة وهذا سيحقق للوطن ولأبنائه تواصلاً دائماً وإعادة بناء جسور المحبة والوئام والسلام.
أملنا كبير أن نجد تجاوباً ومحطات لهذه الفكرة التي ستخدم الوطن وأبناءه. وتساهم في تطور العلاقات بين الوطن وأبنائه في المهجر.