جميعنا تعرفنا على الكفاءة العراقية في جميع المجالات ومنها الرياضة وعلم التدريب الذي صار من العلوم الخاصة التي تفوق بها البعض من أبطال الرياضة والألعاب. وما دمنا متمرسين في الرياضة وكرة القدم خاصة فقد صار من الواجبات المهمة والضرورية التعرف على هذا النشاط الإنساني والسعي من أجل تطويره وإنضاج العاملين فيه والدفع بهم إلى ولوج طريق العلم والمعرفة والتطور وهذا ما جعل الكثير من بلدان العالم السعي والعمل من أجل التقدم والرقي في هذا المجال. ومع التقدم الحضاري والإنساني أصبحت الرياضة واحدة من النشاطات التي دخل العلم والمعرفة فيها وصارت المجتمعات الإنسانية مجالاً رحباً لها ولأبطالها ومدربيها وبدأت المجتمعات الإنسانية تتسابق في حساباتها لكسب الأبطال والبطولات، وهنا وجدنا تعدد المدارس الرياضية وسياساتها وقدرتها على الفوز بالميداليات والبطولات، ففي مجالات كرة القدم وجدنا أن المدرسة الإنكليزية هي أعرق المدارس الكروية، ومع هذا وجدنا الكثير من الأندية الإنكليزية تستعين بمدربين فرنسيين او هولنديين او إسبان لمساعدة الإنكليز للتقدم في اللعبة وكسب المعرفة العلمية والخبرة العملية بعد أن شعر الإنكليز بتراجع المستوى العام لكرة القدم الإنكليزية وتفوقت خلال العقود الأخيرة مدارس عدة وتقدمت بنجاحات لافتة ومتعت نفسها بجدارة وقوة، ولهذا وجدنا أن الكرة ومواقعها فرضت مستويات جديدة ومدارس متطورة وغابت شمس الكرة الإنكليزية وبهذا نرى أن الساحة الإنكليزية تعج بالمدربين من جنسيات أخرى ورغم محاولات البعض من أنهم زعماء الكرة العالمية وصانعي مجدها إلا أن الواقع الجديد فرض نفسه، وهذا الحال نجده اليوم في ملاعبنا وفي أنديتنا حيث سادت المدرسة (الهجينة) او قادها المدربون العراقيون لعقود طويلة وحصل فيها النجاح والاخفاق والتقدم والفشل. واليوم وجدنا بعض الأصوات من الداعين إلى السعي لقيادة الكرة العراقية من قبل مدربين أجانب وبعد ان أخفق الكثير من المدربين المحليين في قيادة الفرق العراقية والانتقال بها إلى مصاف الدول المتقدمة او على الأقل مصاف دول القارة الآسيوية. وبدأت تتصاعد الأصوات العالية للمطالبة بأهمية وضرورة تواجد المدرب الأجنبي القادر على حل أزمة الكرة العراقية وعلى مستوى فرق الدوري إضافة إلى المنتخبات الوطنية بكل فئاتها واعمارها. وهذا الواقع الجديد لا يدعو للقلق والخيبة لأن المستويات العالمية تطورت واستطاعت أن تقدم نفسها بقوة وإصرار لتقديم المستويات العالية وتطوير الكفاءات الوطنية ومعرفة اسرار اللعبة والقدرة على انجاحها وتطويرها. ولكن ليس على أساس إفشال وخيبة المدربين المحليين لأنهم الأساس في نجاح وتقدم اللعبة لذا أقول لمدربينا المحليين عليكم بالاجتهاد والمعرفة العلمية وأسرارها من خلال تطوير قابلياتكم ومعارفكم وخبراتكم ومشاركتكم في الدورات والبطولات الدولية والوطنية للتعرف على أسرار اللعبة ومعارفها وفنونها، وكذلك العمل مع هؤلاء المدربين (الأجانب) ومعرفة أسرار اللعبة وتطويرها، وعلى اتحاد الكرة وإدارات الأندية العراقية باشتراطات مع هؤلاء المدربين بضرورة عمل المدربين معهم كمساعدين ومدربي لياقة ومشرفين لزيادة خبراتهم وتجاربهم، وعلى اتحاد الكرة العراقي أن يفرض على هؤلاء المدربين الأجانب أهمية وضرورة عمل المدربين العراقيين (المحليين) للاستفادة والتعلم وخاصة الشباب منهم واعتبار ذلك دورة تدريبية إضافية. وهنا أناشد المدربين العراقيين وخاصة الشباب منهم على ضرورة الاستفادة من المدربين الأجانب وعلومهم ومعارفهم وأساليب عملهم لغرض تحقيق المعرفة العلمية من هؤلاء. وأطالب اتحاد الكرة العراقية بضرورة معرفة المستوى العلمي والمعرفي لعلوم المدرب الأجنبي المحترف مع فرقنا لضمان نقل المعرفة والعلوم التدريبية إلى المدربين العراقيين العاملين معه. وهنا أناشد مدربينا وأحبتنا بعدم الترفع على المدرب الأجنبي والتعاون معه حتى وان كانت علومه بسيطة لأن من كانت علومه محددة فسوف يغادر الميدان بعد اطلاعه على تطور علوم المدرب المحلي.
أملنا كبير أن نجد التعاون بين المدرب المحلي (الوطني) والمدرب المحترف لمصلحة الكرة العراقية. وبهذا نوفر الأجواء المساعدة لتقدم ونجاح المدرب المحترف (الأجنبي) وبنفس الوقت نساهم بتطوير المدرب المحلي ومساعدته لتحقيق المعرفة والعلمية لنفسه من خلال عمله مع المدرب المحترف واكتساب الخبرات والمعارف التي يحتاجها في الميدان. والاتحاد العراقي لكرة القدم مدعو للاهتمام بالمدربين العراقيين وخاصة الشباب منهم وتوفير الفرض لزجهم في دورات تطويرية وتنشيطية من خلال التعاون مع الاتحادات الكروية والأندية العالمية لدفع المواهب والكفاءات على تطوير إمكانياتها التدريبية والعلمية.