اخر الاخبار

إنها حكاية طويلة بدأتها طفلة صغيرة عمرها 3 سنوات اسمها نجلة عماد، رافقت والدها في سيارتهم وحدث ما لم يكن في الحسبان، حيث شهدت مدينة بعقوبة دوي انفجار عاصف قدمه الإرهاب (هدية وسخة) لأهلنا الآمنين في مدينة البرتقال (بعقوبة) وكانت الطفلة الصغيرة نجلة عماد إحدى ضحاياه وأسرع بها الخيرون من أبناء مدينتها إلى المستشفى وفقدت ثلاثة من أطرافها، لكنها أصرت على العيش لأنها تحب الحياة وتعايشت مع واقعها الجديد وتكيفت مع حياتها..

ومع كل الصعوبات دخلت نجلة إلى المدرسة وتحدت العوق الذي رافقها وتفوقت على زميلاتها وبدأت تمارس الرياضة ومنها لعبة كرة الطاولة التي وجدت فيها متنفساً لحياتها وبلسماً شافياً لما تعانيه. وبعد أن أعانها بعض الأخيار في صناعة ساقين اصطناعيين، وكانت محطتها الرئيسية هي اللجنة البارالمبية بمرافقة الأبطال من ذوي الهمم لتجد في نفسها القابلية والشجاعة فما كان منها إلا الإقدام والبسالة والقابلية على التدريب والتعلم وكانت مشاركتها الأولى في دورة طوكيو لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2020 وكانت مشاركتها الأولى تجريبية من أجل التعلم وكسب الخبرات، وفي باريس 2024 تفوقت على نفسها وحصدت الميدالية الذهبية الأولى للعراق.

لقد كانت مثلاُ للمرأة العراقية التي مارست الرياضة وتحدت الظروف القاهرة، فقد شاءت الظروف ان تفقد ثلاثة من أطرافها، الا انها أكملت تحصيلها الدراسي وتسير بخطى واثقة نحو اكمال دراستها الجامعية.

تحية واعتزاز للنخلة العراقية الشامخة (نجلة) التي عكست قدرات الفتاة العرقية في تحدي الظروف الصعبة ولتكون نموذجاً يحتذى به.

تحية لأبطال العراق من ذوي الهمم الذين قدموا النجاح والتفوق في بارالمبياد باريس 2024.