اخر الاخبار

من المعروف ان التمور كانت تعد المصدر الثاني لإيرادات العراق المالية، بعد النفط. وان المعلمين في محافظة ديالى، كانوا يعلمون تلاميذهم طرق رش المبيدات لمعالجة الآفات الزراعية التي تصيب النخيل. وكانوا أيضا يخرجون التلاميذ إلى ساحات المدارس حال مرور الطائرات الزراعية، لمشاهدتها وهي تكافح آفات النخيل، ما يعد درسا علميا.

أما اليوم، فنادرا ما نرى طائرة زراعية تقوم بمكافحة آفات النخيل المنتشرة، مثل “الدوباس” و”الحميرة”، وذلك بسبب الاهمال الحكومي للقطاع الزراعي، والذي اتحد مع أزمة الجفاف الأخيرة، حتى أحال رطب نخيل ديالى إلى حجر غير قابل للاستهلاك البشري!

ويدرك الاختصاصيون في مجال الزراعة، مدى قسوة الجفاف وأذاه على البساتين. إذ لا تنجو منه المزروعات، ولا حتى الحشرات. فكيف ستنجو بساتين ديالى من هذه الكارثة، وقسم منها يحتاج خلال الصيف اللاهب أن يسقى باستمرار مدة تصل إلى شهرين!؟ لذلك قام البعض من أصحاب البساتين بحفر آبار لسقي مزروعاتهم، فيما غزا الجفاف بساتين البعض الآخر، ممن لم يتخذوا مثل هذا الإجراء.

ومعلوم، أن ازدهار اقتصاد الدول يتوقف على الإدارة الصحيحة لهذا القطاع، من خلال وضع الخطط الهادفة. ولكون الزراعة ركنا أساسيا من أركان هذا الازدهار، فلماذا لم تتلق اهتماما حكوميا كافيا؟ وهل من المعقول أن تهتم الدولة في شراء السيارات الفارهة الثمينة لدوائرها ومسؤوليها، بدل من شراء طائرات زراعية حديثة!؟ لماذا لم يتم التركيز على تطوير السدود والبحيرات لغرض زيادة طاقتها الاستيعابية، وبالتالي تأمين كميات كافية من المياه للإنسان والزراعة وقت الأزمات!؟

لقد نسينا “الخصافة” و”الكيشة” اللتين كنا نستخدمهما في “كبس التمر”، وكنا نرى الدبس وهو يسل من بين فتحاتهما بسبب طراوة التمر ورطوبته. فاليوم أصبح تمرنا كالحصى، يترامى به الأطفال عبر “مصاييدهم”!

أقول، أن تمرنا بات غير صالح لأي استخدام غذائي، وهذا جزء من المعاناة الزراعية الكبيرة في واحات ديالى، التي عرفت في ما مضى ببرتقالها اللذيذ ونسيم شواطئها.

فيا أيها المعنيون: بسبب سياساتكم الفاشلة غزت الآفات الزراعية نخيلنا، وجف “نهر ديالى” وحُرم الناس من الماء ومعهم البساتين.

فلا تأملوا ان يتذكركم احد في المستقبل بخير، لا في ديالى ولا في غيرها من محافظات بلادنا!

عرض مقالات: