كنا قد مُنحنا مشاركة شرفية لبعض الألعاب الأولمبية في أولمبياد باريس إلا أن الذي حصل في مطلع الأولمبياد وهو إجراء اختبار من قبل اللجنة الأولمبية الدولية للاعب المنتخب العراقي للجودو سجاد غانم صحن وقد أبلغت اللجنة الأولمبية الدولية بشكل رسمي الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية العراقية بوجود حالة إيجابية من خلال نتيجة الفحص للمنشطات التي خضع لها لاعب المنتخب العراقي للجودو. وقد تلقى الوسط الرياضي خبر تناول لاعب الجودو سجاد غانم صحن استغراب وأسف لأننا نشارك في الأولمبياد بدعم دولي أولمبي ولأننا من الدول غير المرشحة لنهائيات الأولمبياد وهذا العمل تسبب في حرمان رياضتنا من فرصة من خلال هذا الخرق للقيم الأولمبية. إن المبادئ والقيم الأولمبية تتطلب أولاً وقبل كل شيء إيمان الرياضيين بتلك القيم والمبادئ الأولمبية. إن تناول المنشطات في الألعاب الأولمبية يسيء إلى سمعة العراق من خلال هذا المحفل العالمي المهم. وقد اكد السيد رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية قائلاً: (إن ما حدث لهذا اللاعب يعد سابقة خطيرة في الرياضة العراقية، إذ أن اللجنة الأولمبية دائماً ما تكون حريصة على ان تكون مشاركتها في المحافل الخارجية بشكل مثالي)، وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات قد حذرت ونبهت بشكل دائم على ضرورة الابتعاد عن آفة المنشطات لآثارها الصحية المدمرة على الرياضة والرياضيين، وعلى الرغم من تأكيدات الأولمبية والحذر وضرورة الابتعاد عن آفة المنشطات، إلا أن ما جرى جاء مخالفاً لسياسة اللجنة الأولمبية ومكتبها التنفيذي.
إن ما حصل من هذا الرياضي يجب أن لا يمر مروراً سريعاً ودون حساب لأنه إساءة للرياضة العراقية ولدور اللجنة الأولمبية الداعمة للمبادئ الأولمبية وان يشمل الحساب الرياضي نفسه ومن الذي ساهم بمناولته المنشطات ومدربه وحتى اتحاد الجودو المركزي. وقد أكد الدكتور عقيل مفتن على تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الخرق الأولمبي: (وسوف لن نقف مكتوفي الأيدي في هذه القضية وسنحاسب المقصرين سواء كانوا لاعبين او مدربين او إدارات او اتحادات الألعاب) وهنا استخدم الدكتور عقيل رئيس اللجنة الأولمبية العراقية التهديد بالقانون. وكانت اللجنة الأولمبية العراقية قد اتخذت كل الإجراءات الاحترازية من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات وحذرت أبطال ألعابها من تداول آفة المنشطات، هذا وان ما حصل هو سابقة خطيرة في الرياضة العراقية وفي هكذا محفل رياضي عالمي. علماً أننا في الوسط الرياضي قد عانينا من تناول بعض الرياضيين المنشطات في بعض الألعاب حيث سبق ان تم الكشف عن تناول بعض من الرياضيين العراقيين للمنشطات، وقد أكد لنا الزميل المحامي الدكتور صالح المالكي بأنه كاختصاص في القوانين والتشريعات الرياضية قائلاً: (سبق لنا أن قدمنا مسودة لقانون لمكافحة المنشطات المحظورة ولم يشرع لحد الآن). إن من الضروري إصدار هكذا قانون لمكافحة آفة المنشطات وضرورة وجود مختبر لفحص عينات المنشطات المحظورة. علماً ان العراق هو أحد البلدان التي صادقت على الاتفاقية الدولية في مجال الرياضة بالقانون رقم 17 لسنة 2012 ويجب ان يشرع قانون عراقي عنوانه ومضمونه مكافحة المنشطات المحظورة. عند ذاك سيجد أبطال الرياضة والألعاب الطريق محرماً أمامهم لتناول المنشطات لأن البعض يصورها بانها أداة للقوة والتنشيط والحيوية وتحقق لأبطالنا المكاسب والإنجازات الرياضية.
أملنا ان تحاسب لجنتنا الأولمبية بقوة وتحصن أبطالنا من هذه الآفة الفتاكة والقاتلة.. ولنا عودة.