اخر الاخبار

تتزايد يوميا مقاطع الفيديو القصيرة الساخرة التي تنشر من قبل افراد او جماعات من الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لرصد معاناة المواطن العراقي جراء نقص الخدمات في الكهرباء والماء والصرف الصحي والنظافة وغير ذلك. ناهيك عن تردي أوضاع التعليم والصحة وتفشي البطالة وتفاقم نسبة الفقر.. فكل ذلك يظهر من خلال مقاطع ساخرة تشكل بمجملها كوميديا سوداء، تعكس الواقع المزري المعاش في ظل حكومة لم ولن تلبي مطالب الجماهير في تحقيق الحد الأدنى من العيش الكريم.

ومن بين المشاهد الساخرة التي عرضت هذه الأيام، جلوس شخص في حديقة المنزل مع اطفاله وقت المساء، هربا من حر الصيف وانقطاع التيار الكهربائي. وكان هذا الشخص ماسكا خرطوم الماء بقصد الاغتسال مع أطفاله والتخفيف من شدة حرارة الجو. لكن الماء كان منقطعا هو الآخر، الأمر الذي جعله يندب حظه لوجوده في وطن يعوم على الخيرات وهو محروم منها.

أما المشهد الآخر الذي انتشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، فيظهر مواطنا يجلس وسط نفايات متراكمة في حيه السكني، وهو يسخر بشكل كوميدي، على أساس انه يجلس وسط حديقة مملوءة بالزهور وتفوح منها روائح طيبة!

أن هذه المشاهد الساخرة لم تأت اعتباطا أو بطرا، بل انها صورا تعبر عن انفعالات المواطن في ظل واقع أثر ويؤثر كثيرا على البنية الاجتماعية، وكرّس حالة من الظلم في حق أبناء الشعب. وبالنتيجة، ان السخرية سلاح فعال للنقد، خصوصا ضد السلطة الفاسدة.

نقول، لو كانت هذه المشاهد في دول تحترم شعوبها، لاستقالت حكومات وتعرض الوزراء المعنيين الى المساءلة والعقوبات. وهناك امثلة كثيرة لا حصر لها باستقالة رؤساء دوائر ووزراء في دول عديدة، نتيجة مشكلات نتصورها بسيطة، كاستخدامهم عجلة حكومية خارج الدوام الرسمي. إذ يوجه إليهم القضاء تهمة استخدام المال العام لأغراض شخصية!

أما هنا، فالمواطن يتظاهر ويطالب بحقه المشروع سلميا، فيما الحكومة لا تستجيب، مجسدة في ذلك مقولة “اذن من طين واذن من عجين”!