اخر الاخبار

في كلّ مرّة أقول لنفسي : ربّما يتعدّل الحال عمّا هو عليه!! وأظل متأملاً المشهد وممنيّاً النفس بتحقق كل الاحلام قريباً، لكنّ آمالي وأحلامي الوردية تخبو شيئاً فشيئاً أمام هذه الأزمات المتزايدة يوماً بعد آخر، بسبب استفحال آفة الفساد في كل خلايا البلد، والأدهى من كل شيء ما نقرأه ونسمعه من سجالات وصراعات ومناكدات ومناكفات بين هذا وذاك من الناس الذين نقول عسى ولعلّ أن ينصلح الحال على أيديهم، وبكتاباتهم التي ترسم خطوط الجمال والتسامح والمحبّة ونكران الذات كونهم حاملي مشعل الثقافة كما يقولون، يا للأسف حقاً!!

الى أين وصل بنا الحال فصرنا لا نستسيغ الكلام الاّ بالتطاول والاساءة لبعضنا البعض دون أدنى سبب، متناسين ومشيحي بوجوهنا عن كل ما يحدث في البلاد من فساد وخراب وضياع وتزايد أزمات!!

هل انتهت الازمات وصرنا في بحبوحة من العيش الرغيد، لا بطالة والسكن في أحسن البيوت وما يليق بنا، والتعيين على قدم وساق ما أن يتخرج ابناؤنا حتى يلجوا المؤسسات والدوائر بوظائفهم وحسب شهاداتهم التي أضنوا العمر تعباً واجتهاداً لأجلها، وشوارعنا نظيفة وجميلة كما الأزقة الرائعة الجمال ايضاً، صناعتنا في أحسن حال وبتنا نصدّر أجود ما تنتجه معاملنا، كذلك منتوجاتنا الزراعية التي وصلت صادراتها الى ابعد حدود الأرض ،وصار الطلب عليها جارياً على قدم وساق !!

تم القضاء على تجارة المخدّرات وتأهيل شبابنا ليكونوا بناةَ مستقبل الوطن، وانتهت الرشوة والمحسوبية والتكتّلات الحزبية والطائفية وما عادت المحاصصة المقيتة هي سيدة كل شيء في كل مفصل من مفاصل البلاد !!

والكلام يطول عن الخراب والتدهور الذي حلّ بالتربية والتعليم فصارت الجامعات الأهلية تخرّج مَنْ لا يمتلكون كفاءة علمية ولا ذكاء ليكونوا أطبّاء ومهندسين وووو الخ !!

بمعنى أن بلدنا أصبح من أجمل وابهى وأكثر البلدان تطوّراً وعمراناً وتقدّماً في كل شيء فبتنا ننام ونصحو بنعيمٍ لا نفكّر بما يعكّر صفونا أبداً. ولأننا لا نستطيع العيش بدعة وهدوء وراحة بال رحنا نناكف ونشاكس ونتّهم بعضنا بأقذع الكلام، لأن لا شغل لنا أبداً فقد انتهى كل ما نفكّر فيه وتحققت أحلامنا كلّها، وعلينا أن نفتّش عن شيء نُلهي أنفسنا به ونشغل وقتنا المتسرّب من بين ايدينا هباءً!!

يا أخوتي انتبهوا لما يدور حولكم من مؤامرات وفساد وسرقات كارثية وما آلت اليه أمور وطنكم بسبب آفة الفساد التي لم ولن تُحلَّ أبداً اذا بقينا نضرب بعضنا بعضاً ونقتل بعضنا ونسيء لبعضنا، وتاركين الجمل بما حمل دون اشارةٍ للصوص ومصاصي الدماء وبائعي الضمير والأفّاقين وسارقي الفرح من عيون الاطفال وتجّار الحروب والمخدّرات، اتركوا كل ما يعكّر صفو علاقاتكم وصداقاتكم وزمالاتكم والتفتوا الى كمية الخراب والبؤس فاكتبوا عنها واكشفوا زيف الباطل لتظهر عورات الفاسدين ولا تتركوا الناس بين (حانة ومانة) ليضيع كل شيء وبعدها لات ساعة مندم.

عرض مقالات: