اخر الاخبار

للأسف الشديد، يبدو ان سوء الأداء أصبح سمة من سمات المجتمع العراقي في أغلب المجالات تقريباً. وربما في قطاع المقاولات والانشاءات المدنية على الخصوص. إذ نرى أن غالبية الشوارع التي اُعيد إكساؤها تتقادم بسرعة غير مألوفة وتتكسر طبقتها الجديدة أو تتثلم منها أجزاء وتكون ذات تأثير سلبي على مسير السيارات والآليات الأخرى. وبالتأكيد ان هذا الحال ناجم عن أسباب عدة، منها سوء المواد الإنشائية المستخدمة أو عدم اتباع الطرق العلمية الصحيحة في خلط المواد، أو سوء التنفيذ.

نرى ذلك جلياً في تنفيذ شبكات المجاري ورصف الطرق بـ”المقرنص” في منطقة العشار مركز مدينة البصرة. حيث تم استبدال أنابيب تصريف المياه الثقيلة في محلة البجاري بطريقة سيئة جداً. فلم يُنظف المكان بالشكل الصحيح، بل وضعت الانابيب الجديدة وسط المياه الثقيلة المتسربة من الأنابيب القديمة، ثم جرى ردمها ورصف الشارع. أما “المقرنص” فغير مستوٍ، مرتفع في مواقع ومنخفض في أخرى، ناهيك عن عدم تساوي المسافات الفاصلة بين البلاطات.   

وبالنسبة للاسفلت الذي استخدم في إكساء شارع الكويت، فهذا يحتاج  إلى معاينة وفحص دقيق من قبل جهة اختصاصية رصينة، بسبب سوء نوعيته. فحجم الحصى الموجود فيه أكبر بأضعاف من الحجم المفترض استخدامه في الاسفلت، بينما صلابة الإكساء ضعيفة. لذلك، بعد أيام من تنفيذه ظهرت نتوءات على سطحه مع آثار إطارات السيارات والعربات الثقيلة، فضلا عن الارتفاعات والانخفاضات عن حدود الرصيف الكونكريتي.

من هنا ندعو الجهات الرسمية المسؤولة عن هذه المشاريع إلى مراجعة العقود وكيفية التنفيذ. فهل التنفيذ جاء وفقا لما مذكور في العقد أم مغايرا له؟ ولا بد من محاسبة المقصرين. فبدون هذا الاجراء لن تكون هناك شوارع ذات مواصفات صحيحة مستقبلاً. مع العلم أن مخصصات هذه المشاريع توفر أرباحا عالية للشركات المنفذة، ناهيك عن فترات التنفيذ الطويلة جداً.

الحديث أعلاه لا ينسحب على جميع المقاولات في المحافظة، فلا بد ان نستثني بعضها الذي يتم تنفيذه بشكل صحيح وبذمة عراقية خالصة.   

عرض مقالات: