اخر الاخبار

هذه العبارة أردّدها كلّما سألني أحد عن مشروع ما لم يُنجز، أو عن أخبار جديدة وليس في جعبتي منها شيء!

اليوم أردّدها بعد أن أصابنا اليأس والقنوط من أي جديد بشأن تحسّن الكهرباء ، رغم سماعنا في كل مرة تصريحات نارية لهذا المسؤول وذاك. وما زلنا نتذكر التصريح المدوي لأحدهم حين قال : سنقوم بتصدير الكهرباء في العام القادم . كان هذا قبل سنوات،  ولم نصدّر أمبيراً واحدا  بالطبع، بل غادر المسؤول ذاته البلاد بعدما نهبَ ما استطاع من قوتِ الناس ليعيش متنعّما بالسحت الحرام في بلاد الكفّار كما كان يسمّيها في خطاباته، ولا نزال  نشتري الكهرباء من الجيران وعلى مزاجهم ، حيث ينقطع الخطّ عنا حال التأخّر في دفع المستحقات الماليّة للطرف الآخر!

في كل عام نقول: أين الوعود؟ وتندلع التظاهرات والاحتجاجات ويسقط ضحايا وقرابين لأجل الكهرباء، ولا تتحسن الحال أبداً، بل تسوء أكثر ويظل أبناؤنا يعانون مرارتها في الامتحانات، والمرضى يتوسلون نسمة هواء عابرة، والكلّ يرفع أكفّه بالدعاء لها عسى أن تستقرّ لبضع ساعات، ولا تستقرّ، بل يخرج هذا الخط عن العمل وتعاني المنطقة الفلانية من الحرّ والظلام، وتسقط المنظومة تلك وتتوقف عن العمل، ونبحث عن السبب والمسبب، فنحتار بالجواب!

لو أحصينا المبالغ التي أهدرت تحت ذريعة إصلاح الكهرباء منذ عام 2003 وليوم الناس هذا، لوجدناها تبني بلدا بكامل منظوماته الخدمية من كهرباء ومجاري ومدن ومستشفيات وغيرها دونما أي خلل. طبعا إذا كان الانفاق على وفق الخلق والضمير الإنساني، الذي يعرف النزاهة والأمانة والأخلاق وحب الوطن والناس.

منذ 2003 ولحد هذه اللحظة لم تتحسن الاحوال، بل لم يأت جديد ما لنشعر بجمالية ضوء الشمس ونسمات الهواء الباردة، لأن الخدمات كل يوم لها شأن، ومن سيئ إلى أسوأ، القمامة تملأ شوارعنا وأزقّتنا وأسواقنا، والمجاري طافحة هنا وهناك، والكهرباء هي الطامة الكبرى والجحيم، اضافة الى تردّي التعليم، وانهيار العلاقات الإنسانية، وكأننا نسينا أن للإنسان أخلاقاً يسمو بها!

تعالوا نتأمل وضعنا في كل مكان، كموظفين وعمّال وفلاحين ومزارعين وإعلاميين ومسؤولين وما إلى ذلك، كيف صرنا ندور في حلقة مفرغة بلا أدنى تفكير في كيفية تطوير قدراتنا الفنية والإبداعية.

صناعتنا صارت في خبر كان، وبتنا نستورد كل شيء من الحبّة إلى القبّة!

وزراعتنا كذلك، وما أن ظهرت بوادر زراعة هنا وهناك حتى اندلعت الحرائق لتأكل الأخضر واليابس دون أيّ تحرّك لمعرفة السبب والمسبب ومَنْ المستفيد من هذا العمل ،

المرضى دون علاج وان وجد فاما منتهي الصلاحية أو يباع في السوق السوداء.

والكارثة أن كل مسؤول يقف بشموخ ليصدّع رأسك بتصريحاته النارية ووعوده المعسولة ولا جديد !

الإصلاح والفساد كيق تغلغلا في كل مفاصل حياتنا؟

والبائع في كل مكان يقول لك: تريد أصلي لو عادي؟

نريد أي حاجة تسمو بالوطن والناس.. نريد أخلاقاً ونزاهة وإيثاراً وعلاقاتٍ طيّبةً وصدقاً في التعامل !

نريد مسؤولا لا يصرّح إلاّ بالحقيقة حتى وان كانت صادمة !

نريد وطناً خالياً من الشوائب، ولتكن الشمس بخيوطها الذهبية هي التي تبشّرنا بالجديد قبل فوات الأوان وضياع الوطن !

عرض مقالات: