اخر الاخبار

لم يكن اختيارها ان تكون أرملة، لكن الحروب والارهاب والسياسات غير المسؤولة وظلم الحكومات، جعلتها تصارع شظف العيش من اجل البقاء، رغم كل التحديات والويلات في بلد الثروات والامتيازات التي ينعم بها المسؤولون، بعيداً عن الشعور بالمسؤولية اتجاه شريحة هي اليوم بأمسّ الحاجة للدعم والرعاية والشعور بالأمان.

الحديث هنا ليس عن أرملة واحدة، بل عن جيش من الارامل يصل الى مليونين، يكافحن بكل الطرق لمواجهة صعوبات الحياة. وهذا الجيش يرعى ويربي أكثر من 8 ملايين يتيم، وبين الارقام هنالك نساء يتعرضن للظلم والعنف بكل الاشكال التي نتصورها، وربما لم نسمع عنها بعد؟!

وبعيدا عن الغرق في الارقام هناك اعداد كبيرة منهن أجبرن على العمل غير المنظم، وفيهن من اخترن العمل في الأسواق، وهذا بحد ذاته يحتاج الى جرأة وصمود أمام المضايقات والانتهاكات وظلم المجتمع. ومنهن من اخترن العمل في البيوت، أو في بيع الفواكه والخضراوات. واختار غيرهن البيع في الطرقات، أو التسول عند التقاطعات. مشاهد مؤلمة لا يمكن ان تتوقعها في بلد مثل العراق، خيراته قادرة على جعل الجميع ينعمون بالرفاهية والاستقرار، لكنه مصاب بتخمة الموازنات غير العادلة، التي تذهب لتأمين رفاهية المسؤول وضمان امتيازاته أكثر مما تذهب لخدمة الشعب وتوفير العيش الكريم له.

المرأة العراقية عموما والارملة خصوصا واقعة تحت طائلة الظلم الاجتماعي والتجاهل وعدم الاهتمام ، بدءا بالتقاليد العشائرية والممارسات المجحفة وصولا إلى بعض احكام القضاء التي تدعو لحل مشاكل الأرامل بالزواج منهن، وهذا ليس حلاً واقعياً. بالاضافة للإهمال الحكومي الواضح، وغياب الخطط الفعالة لمعالجة هذا الملف المهم. فلانتشال شريحة الارامل من الضياع والجوع المدقع، لابد من أجراءات حقيقية لتعزيز حقوقهم وحمايتهن من الاستغلال والابتزاز، ومن ضمنها اعتماد إصلاحات اجتماعية واقتصادية تضمن حصول الأرامل على الميراث والأرض والرواتب وغيرها من أشكال الحماية الاجتماعية والصحية، ودعم قدرتهن على إعالة أنفسهن وأسرهن والعيش بكرامة من خلال الحصول على فرص التعليم والتدريب والعمل الملائم والأجور المتساوية، ووقف الوصمات الاجتماعية التي تستبعد او تميز او تؤدي الى ممارسات ضارة وعنيفة ضد الارامل،  إضافة الى تحسين ظروفهن من حيث السكن، ليحصلن على المكان الآمن والملائم، ويعشن حياة مستقرة قائمة على احترام انسانيتهن.

عرض مقالات: