اخر الاخبار

منذ بدء الخليقة كانت الآلهة أنثى، وهي مصدر الخصب والنماء دائماً، أكرمها الربّ ورسله بالأقوال والأفعال والوصايا، إذ ان المرء في عالم الغيب (الذر) ينادى عليه بابن فلانة وليس ابن فلان، وهو تكريم للمرأة التي تتحمل أعباء الحمل والولادة والرضاع والتربية. وان المرأة التي تموت أثناء الولادة تعتبر شهيدة في حكم الشرع، وعلى الرجل واجبات كثيرة يقدّمها للمرأة التي ستشاركه الحياة غير المهرــ لكن الكثير من الناس لم يتطرقوا إليها ــ وان هناك أحاديث نبوية كثيرة تقدّس وتثمّن دور الأم في الوجود منها على سبيل المثال “الجنّة تحت أقدام الأمهات ــ ولم يقل الآباء ــ وأمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك”. هذا يعني أن الأم هي كل شيء في وجود المرء سواء كان ذكراً أم أنثى!

وان العلاقة بين الأم وطفلها متينة جدا لن تنفصم عراها مهما حدث. فلماذا نسمع بعض الأصوات النشاز التي تطالب بازدراء الأم وتقويض دورها، بل تهميشه وكأنهم لم يولدوا من أرحام نساء، ولم يرضعنهم نساء، بل جاءوا من شقٍّ في الحائط ، للأسف!

 ألم يقل الشاعر “الأم مدرسة إذا أعددتها / أعددت شعبا طيّب الأعراق)!؟

الأم يا سادة مقدّسة في جميع الأعراف والقيم السماوية والأرضية الحقّة، لأنه قبل أن يكون الكون عماءً كانت الآلهة أمّاً!

إنها منبع الخصب والولادة والنمو، وحينما أقرّت المادة 57 ضمن القرار 188 في عام 1959 كانت تكريماً واستحقاقاً لها ولدورها الكبير في صنع المجتمع في كل زمان ومكان. إذ ان الشعوب في كل أرجاء العالم وضعت للمرأة قوانين تحميها وتحترمها وتوقّرها وتعطيها حقها المشروع في الحياة، لا أن تهينها وتذلّها وتعتبرها كيانا ثانوياً وهامشياً في الكون!

كم من القصص والحكايات التي تؤكد انحراف المرء (ذكرا أم أنثى) بسبب ظلم امرأة الأب، والأب أيضاً؟!

وكم من الأحداث المأساوية الحقيقية التي حدثت في حياة بعض الناس سببها طغيان وعنجهية ولا مبالاة وفساد الآباء؟!

وكم سمعنا ونسمع منها الكثير، ومثال حقيقي على ذلك هو قصة ابنتي الصغرى مع زوج لا يعرف معنى الزواج الحقيقي وقدسيته ولم يمتلك من الرجولة والنبل والشهامة والغيرة والإنسانية شيئا. حيث رماها وطفلها الذي كان جنينا في رحمها على قارعة الطريق ذات ليلة ظلماء، والحكاية طويلة ومتشعبة للأسف!

كل الحكايات تؤكد أن للأم حقّها المشروع اليوم، وغداً في حضانة وليدها مهما كانت الظروف والأسباب والنوايا!

الحق أقول: برلمانيونا وسياسيونا بعدما أصلحوا كل أزمات البلاد والعباد وصرنا ننعم بالرفاهية والازدهار والأمان والتقدم والعيش الرغيد، التفتوا إلى احترام وتوقير المرأة التي حملتهم وأنجبتهم حين فتحوا الباب على مناقشة هكذا قرارات مجحفة بحقّها، ونسوا أنها هي الأصل وعلينا واجب إكرامها!

عرض مقالات: