اخر الاخبار

ما الغرض الذي ترمي إلى تحقيقه وزارة التربية من تنظيم امتحانات عامة، للسادس الابتدائي والثالث المتوسط والسادس الإعدادي؟ ما معنى أن تكون الأسئلة موحدة، ومعايير التصحيح والتقييم موحدة هي الأخرى؟

أعتقد أن الوقوف على مستويات الأداء للمدارس في البلاد، ومقدار استيعابها لمفردات المنهج، وتأشير درجة النجاح للعملية التعليمية برمتها في الأخير هو الهدف من ذلك. فكل هذا يبدو معقولا، لكن غير المعقول هو أن تُعد أسئلة امتحانية مختلفة لمدارس المتميزين والمتميزات التي تعتمد اللغة الإنكليزية في الدراسة وفي أداء الامتحانات. إذ يُفترض في حال صفاء القصد وسلامة النية التعليمية في التعامل مع مدارس المتميزين، أن تتطابق أسئلتها مع أسئلة بقية المدارس، عدا فارق واحد، وهو أنها تُكتب باللغة الإنكليزية وتكون الإجابات عنها باللغة نفسها لكي تعطي مؤشرات دقيقة عن المستوى الحقيقي للتعليم في تلك المدارس. لكن الذي يحدث الآن في امتحانات الثالث المتوسط لهذه المدارس، أقرب إلى الفانتازيا! أسئلة أصعب بكثير من تلك المخصصة للمدارس العادية، تؤدي في النهاية إلى ترجيح كفة المدارس العادية، وإلى إلحاق غبن كبير بمدارس المتميزين، والإساءة إلى طلبتها. وستكون نتائج هذه السياسة اخطر بكثير بالنسبة لامتحانات السادس الإعدادي. حيث يخلق الفرق في الأسئلة فرصا أفضل لطلبة المدارس العادية للحصول على أعلى المعدلات والترشح إلى أفضل الكليات، بينما يكون طلبة المدارس المتميزة من المتفوقين عادة ضحية هذه السياسة غير المفهومة.

ليس ثمة ما يبرر هذه السياسة في التمييز في وضع الأسئلة، غير أن تكون ثمة مميزات لخريجي مدارس المتميزين تبرر هذا الاختلاف، وتعطيه معنى ما. أو ان ثمة نية وزارية للإساءة إليها وحمل الطلبة على الانصراف عنها. ومن الأفضل في هذه الحالة إلغاء هذه المدارس بقرار وزاري، وتحويلها إلى مدارس عادية مثل كل مدارس البلاد! 

عرض مقالات: