اخر الاخبار

وأنت سائر في الشوارع والازقة، بل وحتى في الدرابين الضيقة، تلاحظ، او ربما يعترضك عمود كهرباء مثقل بأسلاك مترهلة تصارعت معها عوامل التعرية والتغيير وصارت كالعصف المأكول.. أسلاك يئن تحتها ذاك العمود الصدئ، الذي تقوس ظهره بفعل التقادم وصار بالكاد يحمل أثقاله المخيفة القاتلة!

هذا المنظر يعترضك في كل مدن العراق، اينما حللت وأنى تمشيت، ويمكنك ايضا مشاهدة ابراج الضغط العالي وهي تتمايل بأسلاكها المتدلية فوق الدور السكنية والشوارع العامة، ناشرة عوامل التسرطن او الاصابة بالتقلبات العقلية! فيما تضيف أسلاك المولدات الأهلية، منظرا آخر مقززا ومشوها لما فوق الرؤوس، حتى السماء والغيوم، وهذه إن مطرت في فصل الشتاء، جاءت بالويل على الناس، كأن تضرب عمود كهرباء، أو سلك مولدة متدليا، أو انها تغسل سلكا موجبا بسعة 220 فولت، مقطوعا بفعل الرياح، ليهدد الموت كل من يمر بالقرب منه.

ويعلم العراقيون جميعهم، أن غالبية أعمدة الكهرباء تلك، تم تسليكها منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فيما لا تزال وزارة الكهرباء تستبدل بعض الاسلاك بشكل ترقيعي، بعد أن تفرض على المواطنين – في بعض الأحيان – شراءها من السوق المحلية لعدم توفرها في المخازن الحكومية!

ان المبالغ الخيالية التي صرفت على قطاع الكهرباء منذ العام 2003، كانت كفيلة بدفن هذه الأسلاك الخطيرة تحت الارض، اسوة بدول العالم المتقدمة، وحتى المتأخرة! لا ان تظل الوزارة تعالج الخطأ بخطأ أكبر، لتبقى مهمتها محصورة فقط في انتاج الطاقة، التي لم تعد هي الأخرى كافية لتغطية حاجة البلد.

المطلوب اليوم، هو التوجه لمعالجة وسائل نقل الطاقة، وتركيز الاهتمام في تطوير أدوات الشبكة الناقلة، خاصة الأسلاك التي كانت سببا لموت الكثير من المواطنين وأطفالهم!