اخر الاخبار

 مع حلول فصل الصيف، عادت مشكلة انقطاع ماء الإسالة في مناطق بغداد، إلى الواجهة، لتلقي بظلالها على المواطنين وتؤرقهم. فلا حلول جذرية لمعالجة هذه المشكلة التي تتكرر في كل صيف، رغم مرور أكثر من عقد ونصف من السنين عليها!

ولم يعد البغداديون، شأن أقرانهم في بقية المحافظات، يكترثون للوعود التي يطلقها المسؤولون سنويا في شأن معالجة مشكلة انقطاع الماء وغيرها من المشكلات المزمنة. فالتصريحات البراقة التي تبدأ بـ "سوف"، كثيرا ما تنتهي إلى إجراءات ترقيعية مؤقتة!

وبات ماء الإسالة يجهز خلال اليوم، في جميع المناطق السكنية، بين 4 و6 ساعات، لينقطع بعدها بشكل تام. وخلال فترة التجهيز يكون الماء ضعيفا، ما يعيق صعوده إلى الخزانات، فتبقى فارغة. ولتقوية جريان الماء، يضطر المواطن إلى تشغيل المضخات الكهربائية، وهذه لا تعمل في الغالب، سوى بواسطة الكهرباء الوطنية. فما بالك إذا تزامن تجهيز الماء مع انقطاع الكهرباء!؟

نتساءل: ما هو واجب المسؤولين في الدوائر الخدمية ذات العلاقة؟ أين تذهب التخصيصات المالية التي تثبت في الموازنة السنوية لتمويل الخدمات العامة!؟ بماذا يبرر المسؤولون عدم القدرة على معالجة مشكلة انقطاع الماء طيلة هذه السنوات؟ ما المعضلة التي تقف حائلا دون إعادة تأهيل البنى التحتية لشبكات الإسالة، هل انها مرتبطة جذريا بمشكلة الكهرباء والخدمات الأخرى، مثلما يصرح البعض من المسؤولين!؟

امانة بغداد وبلدياتها والمحافظة، مدعوون جميعا لمصارحة البغداديين بالأسباب الحقيقية لعدم معالجة مشكلات الخدمات الأساسية، بعيدا عن ذرائع قلة التمويل وغيرها، فهذه باتت اسطوانة مشروخة عفا عليها الزمن!

وأخيرا، نذكّر بما قاله الشاعر:

كالعيش في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول.

عرض مقالات: