اخر الاخبار

ها قد رحل عنّا عامٌ مليءٌ بالأحداث الحزينة، وربما ببعض السعيدة ايضا. لكنّه الزمن .. ولابدَّ أن نسير معه مرغمين على احتسابه من أعمارنا، شئنا أم أبينا!

عام جثم على صدورنا ثقيلا، مضافاً إلى جلمود الفساد الجاثم منذ سنوات، والذي أكلت سوسته الأخضر واليابس! 

عام الوباء الذي أوقف حركة العالم كلّه، وفضح الفاسدين والمقصّرين، كما كشف قناع الرأسمالية وكذبتها الكبرى!

الوباء الذي جعل الغني والفقير يواجهان مصيراً واحداً، ولو أدرك الغني مغزى ذلك جيدا لسعى في عمل الخير وكسب المال الحلال!

الوباء الذي كشف المستور، وأظهر حجم الفساد المستشري في كل مفاصل بلادنا الغنيّة بكل شيء، والتي لم يكف الفاسدون عن إفقارها وجعلها تستجدي من بلدان كانت تنظر إلينا بعين الحسد والغيرة، لما نملك من ثروات!

الوباء الذي أوقف الكون جامداً، وجعل الكرة الأرضية ساكنةً تترقب ما ستأتي به الأيام!

الوباء الذي تحمّلناه بصبرنا وجَلَدنا وأملنا. ولأن صبرنا أكبر من كل شيء، وتمسّكنا بالحياة لا تحدّه حدود، ومحبتنا للجمال وصناعته تفوق كل شيء، فقد انتصرنا عليه!

لأننا إنسانيون نسعى إلى المحبة والجمال وإنسانية الإنسان، فقد تمسّكنا بالحياة وتغلّبنا على الوباء. رغم فقر مستشفياتنا وقلّتها ولامبالاة حكوماتنا ازاء تطويرها، مثلما تجاهلت الفقراء وذوي الدخل المحدود واهملت معيشتهم وحياتهم!

الوباء وما كشف أمام أنظار العالم، بعد أن أزاح الأقنعة ورفع الحُجُب ومزّق الأغطية والبراقع، جعلنا أمام حقيقة لابدّ من الوقوف عندها وتأملها جيداً!

إنها الأخطاء واللامبالاة والهفوات ودناءة النفوس وموت الضمائر وتشتت العقول وأمراض النفوس، وفي كل جانب من جوانب حياتنا!

هل انتبهنا الى هذا ذات يوم ؟! وهل فكّرنا أو تأملنا هذه الجوانب، لنبني نفوسنا أولاً ثم نبني البلد؟!

لو كنا فعلنا ذلك، لما وقعنا في مثل هذه الأخطاء وأفسدنا كل شيء!

بلدٌ ذو ثروات هائلة تفتقر اليها بلدان كثيرة، لم نعمل على استثمار امكاناته، بل نهبناها لمصالحنا الخاصة ولإرضاء طمعنا، ما أوقعنا في مزالق كثيرة، انتهت بنا الى هوّة الازمات والكوارث وضياع الآفاق.

إذا أردنا أن نبني بلداً متطوّراً كما البلدان التي تسعى إلى التقدم والعمران يوما بعد آخر، لتؤمّن لشعوبها الطمأنينة والرخاء، فعلينا أن نتعلّم من أخطائنا، ان نؤشرها بكل صراحة وصدق وإخلاص أمام نفوسنا أولاً، ثم أمام الناس، فالاعتراف بالخطأ فضيلة كما نعرف. لماذا اذن لا نسعى إلى هذه الفضيلة المثلى، ونحن ندّعيها وندرك اهميتها؟

عرض مقالات: