اخر الاخبار

حكاية وغصّة تتكرر كل لحظة وكأنها فيلمٌ سينمائي يعاد عرضه باستمرار!

إنها حكاية الكهرباء التي لم تنتهِ بعدُ!

في محاضرة قدّمها أحد المهندسين العاملين في مجالات الكهرباء والطاقة الشمسية قبل أيام في ملتقى جيكور الثقافي بمدينة البصرة، تحدّث عن أهمية استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء ، والاستفادة منها في مجالات عديدة. كما أشار إلى كيفية استخدام الألواح والجدوى الاقتصادية منها، مؤكداً أنها تمنحنا كميّة جيدة من الطاقة الكهربائية مع توفير مادّي واقتصادي كبيرين. وذكر في حديثه أن العراق بدأ استخدام هذه الألواح في بعض مؤسساته الحكومية منذ أواسط الثمانينات ، لكنّها لم تُستغل بالشكل الصحيح كما في مصر مثلا وغيرها!

الحق أقول: إنّ محاضرته عصرت قلوبنا ألماً وحسرة وأثارت شجوناً عميقة. ففي ما سمعناه فائدة قصوى وتوفير أكبر للمال والكهرباء، مقارنة بما نعيش ونسمع ونقرأ من معاناة وهدرٍ للمال وموازنات انفجارية مرعبة، من دون جديد في تحسّن عمل المنظومة الكهربائية، بل انقطاعات متكررة واستيراد طاقة كهربائية وغاز سائل من دول الجوار بمليارات الدولارات دون أدنى فائدة تُذكر، والحال على حاله بل يتفاقم كل صيف!

الكهرباء يا سادة أصبحت حسرة في قلوب العراقيين منذ أكثر من ثلاثة عقود وما تزال!

لم ينصلح حالها رغم التصريحات النارّية لكل مَنْ يجلس على كرسي المسؤولية،    والحقيقة المُرّة هي أننا نستوردها ولا نزال، وبدلاً من تحسينها قام بعضنا ممن بيدهم “الصرماية” بتحسين وزيادة أرصدتهم في البنوك العالمية، دون اعارة اهتمام لها أو للمواطنين المساكين، بل وقمنا بمعاقبة مَنْ طالب بتحسينها، ووصل الأمر إلى حد القتل لمن يتظاهر مطالباً بتوفيرها بالحد المعقول!

مشكلتنا ليست في الكهرباء وفي عدم الاهتمام بنصب ألواح توليدها من الطاقة الشمسية، بل هي في الفساد المستشري، وفي وباء المحاصصة الطائفية المسبب له، وعدم الانتماء الحقيقي للوطن والناس!

عرض مقالات: