اخر الاخبار

ساقتني قدماي لحضور مجلس عزاء في منطقة حي الاسرة في كربلاء، وهو من الاحياء القديمة والجميلة، والذي شمله الاعمار والتحديث اسوة بأحياء اخرى صار الكثير من ابناء المحافظة يتباهى بما يحصل فيها من تحسن في خدمات الطرق والمرور. وقد شيدت على الجانب المقابل لحي سيف سعد قاعات مجانية لإقامة المآتم، ربطت بشوارع فرعية وارصفة مبلطة على احسن ما يكون. لكن في الوقت ذاته، صار الوصول إلى تلك القاعات أمرا خطيرا، لا سيما بالنسبة للمشاة. فالطريق السريع الذي يفصل بين الجانبين يتعذر عبوره بسلام دون وجود جسر مشاة. لذلك انشات البلدية جسورا حضارية مكيفة تتوفر فيها سلالم كهربائية، وقامت بتوزيعها في أماكن تم اختيارها للعبور. وفعلا، افتتح واحد او اكثر من هذه الجسور  قبل انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، بعدها توقفت ساعة الزمن وتوقف الاعمار!

ما علينا..

حتى أصل إلى المأتم وأقدم التعازي، دون أن أعبر الشارع ذا الجانبين وأتعرض للخطر، اضطررت ومعي صاحبي، إلى تسلق السلالم التي وجدنا مدخلها قد أغلق بباب من الـ”بي آر سي”، نصفه مفتوح يسمح بالتسلل إلى الداخل بأمان والوصول إلى الجهة الأخرى.

لكن، بعد أن صعدنا السلالم فوجئنا بحجم الخراب.. زجاج النوافذ محطم، والنفايات ملقاة على الأرض والمواد الكهربائية متدلية بعبث من أجهزة التكييف، في مشهد يثير اللوعة في النفس.. هكذا يتم التعامل بأموال البلد، تُهدر دون وازع من ضمير، ودون رقيب يسأل أو يتابع هذا الإهمال المتعمد!

 ويبدو ان مسلسل المقاول الرئيس والثانوي والوهمي وتسديد المستحقات وعدم اقرار الموازنة وتأخيرها، صارت أمورا مألوفة للحكومات المتعاقبة، ما يعقد الامور المالية ويفتح نوافذ للفساد ويعرض الكثير من المشاريع الى العبث والسلب.

عرض مقالات: