منذ اندلاع الحرب على غزة قطعت إسرائيل الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية. والحرب والحصار على غزة يعنيان الحرب والحصار على النساء ، ولا ادري كيف يقف العالم متفرجاً أمام كل الانتهاكات الانسانية والمجازر وجرائم الابادة خلال أكثر من 115 يوما ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وبأصوات متحشرجة تقولها الام والزوجة والابنة والاخت والفتاة والطفلة: متى تنتهي هذه الحرب ونرجع إلى بيوتنا؟
قصص مروعة لفتيات نزحن بدون عوائلهن بحثاً عن الامان الغائب بسبب ظروف الحرب الصعبة للغاية، وأشدها صرخات النساء الحوامل ممن واجهن الولادة في الطرقات وتحت الانقاض أو في المشافي المحاصرة وبدون مسكنات في أحيان كثيرة جدا.
النظام الصحي في قطاع غزة في حالة “انهيار تام”، فثُلث المستشفيات خرج عن الخدمة، وهذا يزيد الضغط على المرافق الطبية التي لا تزال تعمل وتحاول تقديم المساعدة والخدمات. وهناك حوالي 50ألف امرأة حامل تأثرت بهذا الصراع، ومع ذلك يواصلن رعاية أطفالهن والمرضى والمسنين. وتضطر الأمهات الى خلط حليب الأطفال بالمياه الملوثة عندما يجدنه، ويبقين هنّ بلا طعام ليأكل أطفالهن، ويتحملن مخاطر كثيرة في الملاجئ المكتظة، وبعضهن أضطررن لأستخدام حبوب منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية رغم اضرار ذلك، نظرا لنقص الاحتياجات الخاصة.
قتلٌ واختطاف وجوع ونزوح .. كلها مخاطر جديدة على النساء، ورغم صلابة وقوة نساء غزة فان ما يواجهنه خطير جدا.
في الوقت نفسه تواجه النساء السودانيات واقعا لا يقل سوءا عن واقع المرأة الفلسطينية، حيث يتعرضن للاغتصاب والخطف والتهجير القسري ويجبرن بالقوة على مساعدة المسلحين، إضافة لمعاناتهن جراء ظواهر الرق والاتجار بالبشر، مما يخلف عندهن آثاراً نفسية ونوبات قلق واكتئاب وعصبية مفرطة وشعور بفقدان الأمان، ولا يغادرهن الاحساس بالخوف والميل للكآبة والإحباط وصعوبة التواصل مع الأصدقاء المقربين، نتيجة شعورهن بالدونية، فيفضلن العزلة الاجتماعية والانزواء.