منذ سنوات بدأت البطولات النسوة التي يقيمها الاتحاد الدولي (الفيفا) وعلى أنواعها، حيث بدأت بطولات كاس العالم للساحات المكشوفة بكرة القدم وبطولات اوربا، وهكذا وجدنا ان كل القارات والمناطق والمجموعات تقيم بطولات متنوعة للنساء سواء في خماسي وسباعي الكرة للساحات المكشوفة وبهذا انتقلت اللعبة على مختلف المستويات وهذا ما بدأنا نألفه في مشاركة المرأة زميلها الرجل في اللعبة الخشنة (كرة القدم)، وقد بذل الفيفا جهوداً كبيرة وقدم مساعدات سخية للاتحادات الوطنية من أجل دعم وتشجيع النساء وأندية المرأة لإقامة البطولات والدوريات والمنافسات الكروية، وكان اتحادنا العراقي لكرة القدم قد حصل على مساعدات ومنح مالية كثيرة لمصلحة تطوير اللعبة النسوية ورعايتها والاهتمام بها. لكن المعنيين أهملوا هذا التوجه ولم يحققوا تقدما ولا خطوة واحدة في هذا المجال علماً اننا كنا قد مارسنا هذا النشاط قبل غيرنا من دول الجوار والمنطقة والإقليم حيث خاضت بناتنا أول مباراة بكرة القدم في الساحات المكشوفة عام 1973، وقد أقيمت أول مباراة بين طالبات كلية العلوم وطالبات كلية التربية الرياضية وعلى ملعب الكشافة وقد انطلقت هذه المباراة بشجاعة الطالبات وأدائهن الجميل والمشجع وانتهت لصالح بنات كلية التربية الرياضية، وكانت حماسة الجماهير الحاضرة في الملعب عالية وأداء اللاعبات مشجعاً. إلا أن هذه الشمعة التي أوقدت من بناتنا تم (اطفاؤها) مع الأسف، ومنذ أكثر من سنتين بدأت التوجهات لإنعاش كرة القدم النسوية وكانت خطواتها الأولى اختيار إحدى بناتنا لتمثيل المرأة في اتحاد الكرة وكانت خطوة محسوبة وناجحة وبدأت الخطوات تترى والنشاطات تتطور وهكذا نجد اليوم دعوة المرأة للمشاركة ببطولة كأس العراق بكرة القدم والتي من المقرر أن تقام في السنة القادمة. وهذا الخبر مفرحاً وسعيداً إلا أني أجد أن عدد الأندية والفرق المشاركة قليلاً، وأن بعض الأندية المعروفة في تشجيعها لكرة القدم الرجالية وممارستها هذه اللعبة أراها عاجزة عن المشاركة وان توجهاتها لكرة القدم الرجالية، وهذا عيب كبير فالمطوب من أندية معروفة بتأثيرها ودورها وفرقها الرجالية ان تجد لها اسماً في هذا المجال وان تحصد البطولات النسوية كما هو حالها في بطولات الرجال، وهنا أناشد أندية الشرطة والزوراء والقوة الجوية والطلبة والأندية النفطية المتنوعة والميناء البصري وبعض أندية محافظاتنا العزيزة ان يشدوا العزم على المشاركة في هذا النشاط لان بناتنا قادرات على تقديم صورة زاهية عن مستواهن ونتائجهن. خاصة وان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيدعم هذا التوجه وبشكل قوي ومتميز وقد تصبح ممارسة كرة القدم النسوية شرطاً اساسياً للدعم والاهتمام باللعبة بشرط ممارستها من قبل الجنسين الرجال والنساء، هنا نجد ان جميع بلدان المنطقة والإقليم بدأوا بممارسة كرة القدم النسوية وبدون استثناء عليه أطالب وأقول لأحبتنا في الاتحاد العراقي لكرة القدم أن يوجه جميع الأندية الرياضية وخاصة في المستويات نجوم العراق والممتاز والأولى على فتح أبوابها لنشاطات كرة القدم النسوية وان يعتبروا ذلك من أهم واجبات الاندية الرياضية.
إن الاتحاد الدولي لكرة القدم مسؤول عن تطوير اللعبة والتعريف بها من أجل التشجيع على ممارستها لتحقيق الصحة والنشاط والحيوية والبروز في هكذا نشاط انساني. وان المطلوب من العوائل والمدارس الابتدائية والمتوسطة هو تشجيع بناتنا على ممارسة كرة القدم والتفوق فيها وها هي اللعبة قد تطورت وتقدمت في كل بلدان الجوار والمنطقة وحتى في إقليم كردستان فحري بنا ان ندعم توجهات بناتنا لممارسة اللعبة لأنها أصبحت لغة الشعوب.
املنا كبير في ان تتحول هذه الممارسة الشعبية الى نهوض وتطوير لغة مشتركة..