مرة أخرى أعود لأكتب عن هموم ومشاكل الرياضات والألعاب الأخرى بعد أن عجزت القيادات لمختلف الرياضات والألعاب الأخرى من إيجاد الحل المناسب لمشاكلها وفي مقدمتها الإهمال والتقصير المادي والمعنوي. فالرياضة لم تعد كرة قدم بل أنها نهج وفلسفة واهتمام ورعاية بجميع الألعاب والرياضات كما نص عليه الدستور في المادة 39 منه والتي تؤكد على أهمية الرياضة ودورها وضرورة دعم مؤسسات الدولة على تشجيع ممارستها وتوفير مستلزمات ولوازم ممارستها. هكذا نص الدستور العراقي بصراحة ووضوح ولكن الجميع يرى الرياضة بانها لعبة (طوبة فقط) وهذا ما وجدناه واضحاً وصريحاً في التصرف والسلوك الرسمي للحكومة من أن الدعم والاسناد مقتصر على اللعب الجماهيرية الأولى، بينما بقية الألعاب والنشاطات مهملة بالكامل وهذا ما نراه واضحاً نهجاً وسلوكاً في سياسة الدولة. فالمسؤولون مع كل الاحترام نجدهم يهرولون لدعم أي نشاطات ومسابقات ومنافسات تخص كرة القدم بينما لا نجد أي اهتمام في بقية الألعاب الرياضية، نعم كرة القدم هي اللعبة الجماهيرية الأولى التي تحظى بالاهتمام والرعاية والاقبال الجماهيري ولكن الواجب الرسمي والحكومي يتطلب الاهتمام بالألعاب الأخرى من حيث الرعاية والتشجيع وتوفير مستلزمات ولوازم ممارستها إضافة إلى أهمية تحضير القاعدة المادية من ملاعب  ومنشآت التي تساعد على ممارستها حتى بشكل جماهيري وشعبي، وهناك امثلة كثيرة وفي دول مختلة ومتنوعة مثلاً في كوبا نجد أن حلبات الملاكمة منتشرة في الحدائق والمتنزهات العامة لغرض دعم وتشجيع لعبة الملاكمة، وفي بلدان أخرى نجد ملاعب التنس تنتشر في الحدائق والمتنزهات لغرض جعل لعبة التنس تمارس جماهيريا، وهذا الحال ينطبق على كرة السلة وعلى لعبة الكرة الطائرة والكثير من الألعاب، فالدولة مسؤولة عن نشر كل الألعاب والرياضات التي يمارسها أبناء الشعب وان لا يترك الحال للصدفة والاجتهاد وبالتالي يتحول الوطن إلى ملعب كبير لكرة القدم فقط، وهذا ما نجده واضحاً وصريحاً في منهج الدولة والحكومة حيث الرعاية والاهتمام بكرة القدم، فالمسؤولون يتوجهون للحضور إلى نشاطات اللعبة فقط ونادراً ما نجد مسؤولاً حكومياً يتوجه لألعاب أخرى، وكذلك نجد الحال في بناء وتوفير البنية التحتية، اما بقية الألعاب فليس لها بنى تحتية ومنشآت خاصة وان وجدت فتكاد لا ترى بالعين المجردة، عكس ملاعب وساحات كرة القدم التي تملأ ارض الوطن من أقصاه إلى أقصاه وعلى الرغم من حاجتنا إلى الملاعب هذه ولكن ليس هذا الحال هو الصحيح.

أحبتي يا قادة الدولة والحكومة، أنتم مطالبون بتوفير القاعات والمضامير والمنشآت الرياضية لتسهيل ممارسة ألعابها ونجاح اتحاداتها وانديتها الرياضية وأن لا تكون كل الألعاب لكرة القدم فقط. فالكثير من ممارسي الألعاب الاخرى لا يمتلك قاعات ولا ساحات مكشوفة لممارسة هواياتها وألعابهم وهذا ما يؤدي بتلك الألعاب إلى الإهمال والضياع وخاصة في بقية المحافظات التي تتميز بممارسة ابنائها لألعاب محددة وأنواع من الرياضات التي تميزها وتبرز شخصيتها. وليكون شعارنا في المرحلة هذه (قاعة رياضية في كل محافظة) من أجل الارتقاء برياضة المحافظات والمدن العراقية.. ولنا عودة.

عرض مقالات: