مسؤولو أمانة بغداد، ولجنة الذوق العام تحديدا، أمامهم مهام كبيرة من أجل بغداد أجمل وأنظف، تزدان بأناقة الأبنية ونصب التماثيل وتخطيط الشوارع وغيرها.

الحديث هنا يتعلق بما أعلنته الأمانة أخيرا عن تشكيل لجنة الذوق العام، بهدف إزالة التشوهات البصرية في بغداد (وما أكثرها) من صور وملصقات غير مقبولة، ومن بسطيات الباعة الذين تتوفر لهم بدائل في أماكن وأسواق مناسبة.

وقبل هذا وذاك يتوجب الالتفات لقضية رفع النفايات وأكوام القمامة التي غزت مناطق بغداد كلها ، خصوصا شارع الرشيد والمناطق الشعبية المحيطة به.

ومثلما تقول أغنية شادية: “أحنا ناقصنا كم مليون حاجة”، تنقصنا مشاريع بالملايين  للنهوض ببغداد وإعادة بهائها ورونقها. ولابد من تذكير هذه اللجنة بضرورة الالتفات لنتاج الإبداع العراقي عبر إقامة معارض الرسم والنحت والسيراميك، والذي من شأنه رفد ساحات بغداد بتماثيل وجداريات وربما حتى بأعمال تركيبية ثلاثية الأبعاد مثل التي تضمها الساحات والأماكن العامة في دول أوربية وعربية كثيرة.

في الثمانينات ورغم الحرب كانت بغداد متحفا مفتوحا لنتاج عمالقة الفن العراقي أمثال جواد سليم وفائق حسن ومحمد غني حكمت، نتاجهم الذي ما زال يؤشر مستوى ازدهار التشكيل العراقي ومدى اقترابه من عموم الناس، إلى جانب ازدهار العمارة متمثلة في أعمال خيرة معماري العراق أمثال محمد مكية والجادرجي والمدفعي وغيرهم.

واليوم لا يمر شهر إلا ونفاجأ بافتتاح معرض فني سواء من قبل القاعات الأهلية، أو من قبل جمعية التشكيليين العراقيين أو وزارة الثقافة او نقابة الفنانين.

آخر هذه المعارض ما تحتضنه حاليا جمعية التشكيليين من معرض للنحت العراقي يضم نتاجات 53 نحاتا عراقيا من مختلف الأجيال، وهي أعمال رصينة تخاطب مختلف الأذواق عبر موضوعات متنوعة. ولعل الأبرز فيها مشاركة الشباب بأعمال مبهرة، آن للجهات الرسمية الالتفات لها والأخذ بأيدي منفذيها خدمة للذوق الراقي العام.

في دليل المعرض يكتب الفنان قاسم سبتي رئيس جمعية التشكيليين: “هنا يؤكد النحات إنه سليل ذلك الفنان القادم من أغوار التاريخ وأعماقه ، وإنه دائم البحث والتجديد وهو ليس بعيدا عن المتغيرات الحداثوية في العالم، لكنه يصر على إضفاء سحر الثقافة العراقية وهويتها .. يثبت هذا المعرض والمعارض السابقة أن فن النحت العراقي بخير وأن النحات العراقي لا يبرح أزميله أبدا، بل يبقى رائدا في البحث والتطوير، ويستحق كل الاهتمام والتقدير”.