تتواصل هذه الأيام بطولة الأمم الآسيوية وهي تمثل قمة الفرق الكروية في قارة آسيا، وتمكنا عام 2007 من إحراز لقب هذه البطولة التي قدمنا فيها مستويات جيدة، وأذهلنا العالم لأننا كنا نعيش ظروفاً وطنية صعبة ومعقدة، حيث كنا قد خرجنا من نظام دكتاتوري بغيض وظروف قريبة من الحرب الأهلية، لكننا حققنا تلك البطولة وكان انجازاً كبيراً، أذهل الجميع.

واليوم، ونحن أمام استحقاق آسيوي شبيه، فهل نحقق الكأس؟ انا أشك في ذلك والسبب هو ان الكثير من البلدان الآسيوية المشاركة في هذا التجمع القاري قدمت نفسها خلال العقد الأخير بصورة جيدة وارتفع مستواها الفني بشكل كبير، بينما أجد أننا لم نعد ذلك الفريق المرعب والقادر على مقارعة كبار آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية وإيران، ونجد أن هذه المنتخبات أصبحت تتقدم الصفوف وتتفوق على فرق عالمية كبيرة، فالسعودية دحرت الارجنتين في نهائيات كأس العالم واليابان فازت على ألمانيا وإسبانيا، وهذه النتائج غيض من فيض.

اما نحن فمنقسمون على أنفسنا ولا نريد ان نستفيد من تجارب الآخرين، ويجري مهاجمة الخبرات الأجنبية من قبل البعض ممن يعدون أنفسهم أكثر خبرة من المدربين الأجانب، وكذلك تجري مهاجمة اللاعب المغترب، وانهم يجب ان يبعدوا ويحل بدلا منهم اللاعب المحلي!!

بينما الآخرون تعلموا الدرس واتقنوه، وجلبوا الخبرات الأجنبية لبلدانهم ومنحوهم جنسية البلد، وعملوا على تحقيق نتائج متقدمة في ألعابهم، وهناك بلدان حققت إنجازات لأنها وظفت كفاءات ومدربين أجانب يخدمون رياضة هذا البلد، وهناك بلدان استفادت من خبرات وتجارب الشعوب الأخرى واستطاعت ان تحقق إنجازات متقدمة في رياضتها.

نقول لقادة المؤسسات الرياضية أنتم مطالبون بأن تفكروا بأفضل الطرق التي تساهم في بناء الرياضة العراقية، وكفانا انقساماً وضياعاً، بل أن الواجب الوطني يحتم علينا العمل الرياضي الصحيح، ولنا في تجارب البعض من الدول الآسيوية وما حققته خلال السنوات الأخيرة أسوة حسنة.

عرض مقالات: