اخر الاخبار

ها قد انتهت جولة اخرى من اللهاث خلف المال السائب و”خمط” مغانم السلطة والتمتع بالسحت الحرام عن طريق الانتخابات، التي حدث فيها شراء ذمم بأرخص الاثمان! حيثُ شطبت هذه المرة البطانيات وحل بدلا عنها صرف مواد غذائية ومبلغ خمسين ألف دينار، إضافة لملايين الدولارات من أجل تلميع الصور التي ملأت الشوارع والازقة والحارات، متوسدة اعمدة الكهرباء وإشارات المرور، وصولا الى الاعلانات الضوئية الممتدة على طول العراق وعرضه.

والعجيب الغريب، هو ان المفوضية العليا للانتخابات لم  تحرك اي ساكن ازاء الهدر الفاحش للمال العام، الذي استخدمه العديد من مرشحي السلطة وابنائهم وبناتهم بشكل فاضح دون اي وازع، ولم تسألهم من اين لكم هذا؟!

من اين لكم  كل هذه الاموال؟ اكثر من علامة استفهام واستفهام..

وانا في طريقي إلى البيت، صدمت بهذه الصورة: مكب نفايات فيه طن من صور المرشحين! حينها عادت بي الذاكرة الى حقبة السبعينيات، ابان حكم النظام الدكتاتوري، الذي كان يرسل الكتب التقدمية ومجلات مثل “الوقت” و”السلم والتضامن” والادبيات الماركسية، الى معمل الورق، ليصنع منها عجينة لورق الدفاتر المدرسية، في محاولة بائسة لمنع انتشار الفكر اليساري. ورغم ذلك، كان ذاك التصرف الخبيث أخفَ من تصرفات ساسة الصدفة، الذين لم يفكروا طيلة عشرين عاما في الاستفادة من عمليات تدوير النفايات الجارية في العالم، حيث فشلوا حتى في ذلك.

لا اعرف من اي طينة جبلوا؟ واي مصير  ينتظرهم في قادم الايام؟!

فيا صديقي .. “حيل خربانة”!

عرض مقالات: