اخر الاخبار

كان يسير في الشارع يدندن  باغنية لفيروز ، وهو يتصبب عرقاً.. في الجانب الاخر ثمة اطفالٌ شبه عراة يلعبون بمياه آسنة وكأنهم في مسبح .. على البعد جلس شيخٌ عجوز يمسح وجهه ورأسه بمنديل وهو يتذمر من الحرّ بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونحن في اوائل الصيف .. وهناك امرأةٌ تمسك مروحة خوص تهفهف بالهواء يمينا وشمالا.. رضيعٌ يبكي ، وقطةٌ تموء ، والمراوح تشكو السكون.

مرضى .. وعمّال بناء .. وكلاب تلهث .. واشجارٌ تنوء بحملها .. الكلّ في شغل شاغل وأزمات لن تنتهي بعد ، والكلّ يتأفّف ويلعن الفساد والفاسدين !

الكلّ يتذمّر ويتضوّر ويتأوّه ويتوجّع وينفث دخان حريقٍ اشتعل في قلبه !

بين الدخان وهذه القلوب ثمّة سلكٌ معطوب .. سلكٌ يشكو الاهمال ، وآخر يشكو الافلاس ، وثالث يشكو ظلم ذوي القربى.. والكهرباء ما انفكّت  الحلم المؤجّل منذ سنين رغم التصريحات النارية للمسؤولين !

حلمٌ لم يكتمل بعد ، فالسيناريو يحتاج الى لمساتٍ اخرى .. والاستوديوهات لم تفتح ابوابها بعد ، لأن المخرج يتنزّه على شواطيء دجلة المليئة بالقمامة وبقايا جثث الشهداء المغدورين .. وكأنه لم يسمع  بمأساة مياه شط العرب التي امتزجت باللسان الملحي القادم من الخليج مثل كل صيف ، واشجار الحنّاء التي ما انفكت تعاني الظمأ...الكلّ في شغلٍ شاغل !

الناس شاغلها  الوحيد الكهرباء وازمات متعددة  ، وجوّ البصرة لاهب..لن يتحمّله ايّ كائن الّا الذين عجنوا من طين هذه المدينة ــ من (دهلتها) تحديدا ــ وذاقوا اصناف العذاب طيلة العقود من السنوات.. ولكن الى متى ؟؟! الى متى؟؟ الى متى..؟؟!!

الكهرباء صارت هاجسا يؤرق الجميع الاّ المسؤولين ..وقلقا لن يبتعد عنّ الشعب  ابدا..في البيت ،في الشارع، في المستشفى،  في المؤسسة الحكومية، في السوق، في المقهى..  والأدهى والامرّ في المدارس ايام الامتحانات ايضا.. و ( انتظرتك بالصيف.. انتظرتك بالشتي )... بين الحب والحقيقة ثمة هواجس وخواطر ومتاعب وحكايات وآلام لا حصر لها بسبب الفساد وسوء الادارة للأسف ..، وحسافة عليك ياوطن .!!

عرض مقالات: