الكل يتحدث عن صناعة الرياضي البطل الأولمبي حيث لم تعد صناعة هكذا رياضي وعلى مستوى عالمي أو أولمبي أمرا بسيطاً وسهلاً وتعتمد فقط على عاتق الاتحادات الرياضية الوطنية أو على اللجنة الأولمبية الوطنية فقط، بل صارت اليوم مهمة وطنية شاقة وكبيرة ومعقدة وتحتاج إلى فترات عمل طويلة، ولهذا أطلقنا عليها وبحق (صناعة البطل) وهذه التسمية لم تأت عبثاً ولا صدفة بل انها جاءت مدروسة وبشكل علمي، حيث كانت في السنوات الماضية والعقود السابقة بواقع بسيط وعمل سهل. إلا أنها اليوم صارت في الزمن الحاضر صناعة معقدة تتطلب جهوداً ومتطلبات عالية وعملا شاقا ومتواصلا ولفترات طويلة ومتواصلة ولا بد من ان تساهم في صناعتها والتحضير لها والاعداد للرياضيين المرشحين للاختبارات لهذه اللعبة او تلك والمسابقات وانواعها ومستوى المرشحين لكل نوع من الألعاب والمسابقات. وقد تسنى لي مناقشة البطل الآسيوي الدكتور طالب فيصل رئيس الاتحاد العراقي لألعاب القوى حول مشروعه (لإعداد البطل الأولمبي) والذي طرحه على الوزير السابق للشباب والرياضة عدنان درجال حيث قال لي الدكتور طالب (أنه في كل فترة نشارك فيها في البطولات العربية أو الآسيوية او الأولمبية. وبعد كل إخفاق رياضي نجد أن الكلام يكثر وترتفع الأصوات من أجل الإصلاح الرياضي وضرورة مساهمة الدولة بإصلاح الواقع الرياضي وضرورة مساهمتها بصناعة البطل الرياضي للمشاركات الأولمبية القادمة، إن هذه الأصوات تخف وتسكت بعد شهر او شهرين وينتهي كل شيء) وهذا كلام لقائد وبطل رياضي ورئيس أحد أهم الاتحادات الرياضية، وأنا أرى أن صناعة البطل الرياضي الذي يمكن أن يحقق ميدالية أولمبية والتقدم في تحقيق بطولات رياضة عالمية هو فعلاً وبحق يحتاج إلى تدخل حكومي من حيث التحضير والبرامج والمعسكرات المهمة في مختلف البلدان المتقدمة والمتطورة في أنواع معينة من الألعاب والرياضات. وهذا الحال والواقع يتطلب من رئاسة اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية ومن رئاسة الاتحادات الرياضية المركزية أن تدرس واقعها والأبطال لديها والامكانيات والنوابغ فيها (والفلتات) من الأشبال والناشئين والشباب لتحضيرهم لخمس سنوات وأكثر لإعدادهم وترشيحهم (وصناعتهم) للمستقبل الرياضي المرموق، والأقرب لتحقيق الإنجاز الأفضل المرسوم والمدروس والمصنوع، وهذا ما يدفع البطل المشارك في هذه المعسكرات إلى تطوير نفسه وامكانياته وبالتالي تحقيق الانجاز المطلوب، وهذا يتحقق من خلال التدريبات الرياضية المتواصلة والمشاركات الفعلية في منافسات كبيرة عندها سنجد أن بطلنا وأبطالنا المشاركين في هكذا معسكرات استعدادية وتدريبية قادرين على تحقيق الإنجازات المطلوبة وهذا ما فعلته بلدان كثيرة ومنها بعض بلدان الجوار مثل الأشقاء في الأردن وسوريا. لوجود الخامات الأولمبية والكفاءات القادرة على تحقيق الإنجاز. وهنا تتدخل الكفاءات والتدريب العلمي والمتواصل وهذا ما يحقق الإنجاز المطلوب. وهنا نجد البعض من رياضيي الألعاب ومنذ نشأتهم وأيام طفولتهم يتميزون بمواصفات بدنية وجسمانية تؤهلهم لممارسة بعض الألعاب والبروز فيها، وعلينا أن نساعد هؤلاء على ممارسة الألعاب والنشاطات الملائمة لهم ولقدراتهم البدنية، وهذا يتم بالتعاون مع أساتذة في علوم الرياضة والتدريب ونعمل على إرسالهم إلى بلدان متميزة بهذا النوع من الألعاب والرياضات وإدخالهم في دورات تدريبية مكثفة تحت إشراف خبراء مدربين وبمستويات عليا ونتابع تطورهم ومستوياتهم وكذلك اشراكهم بنشاطات وسباقات وتجارب عملية. وقد سبقتنا دول كثيرة في هذا المجال من حيث إرسال بعض أبطالها وإشراكهم في معسكرات وتدريبات ولفترات طويلة. كل هذه المعسكرات والدورات والتدريبات تؤدي إلى حصول تراكم في الخبرة والتجربة. وهنا يمكن أن نحدد بعض الرياضات المتميزة ونسعى إلى إشراك أبطالها في معسكرات ودورات وتدريبات طويلة للحصول على بطولات وميداليات أولمبية ترفع اسم العراق عالياً. إنه عمل رياضي كبير يشكل دافعاً لشبيبة الوطن وابطال الرياضة وهذا المبدأ اعتمدته دول كثيرة وربما اعتمدت بلدان أخرى ليس لديها المواهب والكفاءات على سياسة التجنيس، اما نحن فلدينا الكثير من المواهب والكفاءات والقابليات الجيدة لذا أتمنى اعتماد هكذا سياسة بدلاً من إضاعة المال والوقت والبكاء على الاطلال.. ولنا عودة.

عرض مقالات: