أيام الديكتاتورية والنظام الفاشي هجر الكثير منا القلم أو هاجر إلى خارج الوطن لأنه وجد بأن لا مكان ولا مجال لقول الصدق والحقيقة. وهذا ما وجدناه اليوم حيث سكت البعض أو جامل البعض الآخر أو اتخذ ذاك نفس الأسلوب والطريقة السابقة، وهذا ما وجدناه في الوسط الرياضي فالكثير اتخذ طريقة للمجاملة والسكوت على الأخطاء والتصرفات الخاطئة بذريعة المجاملة لهذا المسؤول أو ذاك والبعض الآخر وجدناه ساكتا ومجاملاً ومبرراً للأخطاء ومتجاهلاً نقدها وحاملاً لغير مواقعها، وهذا ما وجدناه لدى الكثير من زملاء المهنة الذين يجدون في سكوتهم ومجاملتهم على الأخطاء والتراجع والفشل في القطاع الرياضي للمساعدة على تجاوز المرحلة وتحقيق النجاحات، فاليوم نجد أن وسطنا الرياضي يعاني الإخفاقات والفشل والاخطاء الكبيرة والجسيمة والتي لا تغتفر ولا نجد من يفتكها أو يكتب عنها، وربما أجد البعض يجملها ويزوقها ويرتشها بينما الواجب الوطني يتطلب منا خاصة في الوسط الرياضي أن نحدد اخطاءنا وفشلنا لأننا نقدم الرياضة ولأحبتنا الرياضيين (لقمة العيش) المشتركة ونقتسم معهم حصتنا وعليهم أن يكونوا حريصين عليها. فالمسؤول الرياضي والقائد في هذا المجتمع هو ابن الوطن والحريص عن هذا الاختصاص والمتقدم لقيادته والعارف بأسراره عليه أن يتقدم الصفوف ابداعاً وتقدماً وانتصارات في هذا المجال لا أن يتسبب في الفشل وعدم القدرة على النجاح.

إن الإعلام بكل تفاصيله يتحمل المسؤولية مشتركاً مع كافة السلطات (لأنه السلطة الرابعة) أي بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية. بعد هذه المسؤولية نجد الصحافة والإعلام قاصرين عن أداء واجبهما ومسؤولياتهما تجاه الوطن بكل تفاصيله وحجومه. أما البعض ممن مرت عليه تلك الحقبة السوداء (الديكتاتورية) وظلت عالقة بذهنه وشخصيته فأنها زالت وتراجعت مع محاولات البعض لتقليدها والتشبه بها. خاصة ونحن في القطاع الرياضي، وعلى الرغم من معاناتنا من (الاب والابن)، لكن مطلوب منا أن نساهم في تصحيح المسار الرياضي والمؤسسات الرياضية، أما بقاؤنا في هكذا حال وواقع وعلى منهجية المجاملة والنفاق والابتعاد عن قول الحقيقة فأنها قضية بحاجة إلى انتفاضة وتنوير لأن بقاءنا على هذا الحال سيلحق بناء وبالرياضة أقسى الخسائر والفشل والاندحارات وسيتواصل فشلنا جيل بعد آخر. بينما المطلوب منا نحن العاملين في الإعلام أن نسمي الأشياء بمسمياتها ولا نخشى في قول الحق لومة لائم. ولكن علينا ان لا نعتمد الشتائم والهجوم الشخصي والاستفزاز لأن هذه المواقف ستولد الحقد والضغينة، أما النقد الموضوعي والملاحظات الهادفة فأنها ستساهم في إعادة البناء والمسار الصحيح والموقف الناضج والمتوازن في إعادة بناء المؤسسات الرياضية وبناء رياضي ومساهمة وطنية. إن البعض من رجال الإعلام المقروء والمرئي يقدمون برامج بعضها مثير ويتعمد إثارة القارئ والمشاهد بموضوعات صغيرة وغير مهمة وبعضها ذات طابع شخصي او يعتمد إثارة مواضيع احتمالية يعني (يمكن وربما)، عليه أقول الحقيقة لأحبتي في الإعلام المرئي ان يكونوا أمناء على برامجهم وحريصين على طرح الحقائق وأن لا يكون الهدف شخصيا ومقصودا. بل أن الواجب المطلوب أن نشخص السلبيات والمسارات الرياضية الخاطئة ونسعى لمعالجتها واصلاحها. إن الواقع الرياضي بني على أساس خاطئ وساهم به الكثير من الشخصيات غير المختصة ولا زالت هي، كذلك عليه وعلينا جميعاً أن نفكر بإصلاح هذا الواقع الرياضي ونعمل على نقله إلى واقع جديد ومتطور وهذا الواقع لا يمكن إصلاحه الا بتظافر الجهود الجماعية الخيرة ولكل الأطراف العراقية الشريفة في الداخل والخارج. إن الكلام والاعتراض يجب ان يكون بصوت عال واضح وصريح ولا نخشى من قول الحقيقة.

إن المؤسسات الإعلامية هي صوت الحقيقة وعليها ان تقول الحقيقة ولا شيء غيرها. لان البناء الرياضي يجب ان يكون عالياً وبارزاً وعلى كل الوطنيين الشرفاء من أهل الرياضة أن يساهموا بأقوالهم وافعالهم.

عرض مقالات: