خطوة مطلوبة وضرورية وواجبة اتخذتها الحكومة في تشكيل مجلس اعلى للشباب، يتولى مسؤولية دعم الافكار والمقترحات الشبابية التي تساهم في توفير ودعم الفرص والأفكار والمقترحات التي تخدم حركة الشباب والتي تمثل هذا القطاع المهم من أبناء الوطن.

وقد ترأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني جلسة استثنائية للمجلس بمناسبة يوم الشباب العالمي وقد “بارك خلالها للشباب العراقي حلول هذه المناسبة، واكد حرص الحكومة على جعله مناسبة للوقوف على قضاياهم وتبني أفكارهم ومقترحاتهم”. إن هذه الخطوة تعتبر اليوم خطوة مطلوبة وواجبة التطبيق لان قطاع الشباب هو الأكثر حيوية واندفاعاً من اجل مستقبل الوطن.

وقال السوداني “إن الدولة أمام مسؤولية كبيرة لرعاية الشباب الذين يشكلون نسبة 60 بالمائة من سكان العراق عبر وضع الخطط والبرامج التي تنهض بواقعهم”. إن قطاع الشباب هو القطاع الأهم والأكثر تأثيراً وحماساً في بناء الوطن، لأنه يمثل الجيل الناهض الجديد، لهذا ادعو قادة مؤسسات الدولة الى الاهتمام بهذا القطاع وتوفير الرعاية والاهتمام به، لأنه ومن خلاله نواصل عملنا ونجاحنا المستقبلي. فالأمل معقود على هذه الفئة العمرية ودورها الحساس بالنهوض والتقدم نحو مستقبل مشرق.

ومن خلال هذا الموضوع، نجد ان الخطوة الأساسية هي تفعيل دور منظمات المجتمع المدني المعنية بنشاطات وفعاليات الشباب وإعطاؤها فاعلية ودورا متميزا. كذلك تفعيل دور وزارة الشباب والرياضة ومؤسساتها ومنها منتديات الشباب ومديريات الشباب لتحريك هذا القطاع والاهتمام به، كما كان الحال أيام تأسيس الوزارة عام 1967. كذلك دعم النشاطات الرياضية والإنسانية في النوادي والمؤسسات الاجتماعية لخلق حافز ودافع ورغبة في النشاطات الخدمية والعمل التطوعي والجماعي ونشر ثقافة العمل التطوعي الاختياري والوقوف بوجه الثقافات الدخيلة والدعوات الإباحية ونشر قيم ومبادئ الحب والسلام والوطنية، بعيداً عن دعوات العنصرية والطائفية والعشائرية والعرقية والمناطقية.

لقد كرّس البعض من الشباب توجهات منحرفة وغير سوية وبعيدة عن قيمنا الإنسانية مما سبب لنا مشاكل كثيرة. وعليه يتحتم على الجيل الجديد ان يرتقوا بواقعهم ودعواتهم الى القيم العالية والنبل وخدمة الجماهير، بعيداً عن الذاتيات والمصالح الخاصة، ونظراً لأهمية هذا المجلس فقد تقرر ان يكون شخصياً رئيس الوزراء هو الرئيس المباشر له، وان يكون هذا المجلس فاتحة خير ومناسبة وطنية لخدمة جيل الشاب وداعية لإصلاح الواقع الشبابي وبناء جيل مستقبلي عارف بمسؤولياتهم ودورهم في بناء المستقبل، بعيداً عن التعصب والعنصرية وقريباً من الوطن والوطنية والدعوة لوحدته وبنائه ومستقبله.

إن الخطوة المهمة والضرورية التي أقدم عليها رئيس الوزراء ستشكل هدفاً سامياً ومهماً للوطن، ومن اجله. وكي تكون هذه الخطوة ناجحة ومحكمة نتمنى من دولة رئيس الوزراء بان يعتني باحتياجات عناصرها وقياداتها والابتعاد عن الولاءات الحزبية والطائفية في الاختيار واعتماد الشبابية والكفاءة الوطنية والنزاهة، ليتسنى لنا عادة بناء الوطن بعيداً عن المكوناتية التي أدت التي تشظي مجتمعنا العراقي لمكونات (وشيع مختلفة)، وان السعي والعمل الصحيح والمناسب لشبيبتنا والتوجهات الوطنية والابتعاد عن كل اشكال الانحراف والخطيئة.. كل ذلك سيؤدي الى بناء عراق جديد ينعم به أبناء الوطن ومواطنوه بالسعادة والخير، وان تساهم كل القوى الوطنية والخيرة بالمشاركة في رعاية الشباب وحمايتهم من الأخطاء والانحراف والرذيلة، وبناء العراق الجديد وتحمل شبابه ـ بنات وبنينا ـ المسؤولية كاملة لحمايته من كل الاخطار والمصاعب، وان تشكل هذه الخطوة الوطنية بداية الطريق من اجل سعادة المجتمع ومساهمة كل الاخيار في إعادة بنائه.

عرض مقالات: