اخر الاخبار

البصرة ثغر العراق الباسم وميناؤها واطلالتها على الخليج، ونادي الميناء الرياضي هو وجهها ورمزها، وقد كان هذا النادي رمزاً بصرياً وعراقياً وكان فريقه بكرة القدم أول الفرق العراقية التي لعبت ومارست الكرة منذ مطلع القرن العشرين وأول الفرق التي حملت درع الدوري من خارج العاصمة بغداد. ولعبت الكرة مطلع القرن العشرين وكان أول وآخر من أحرز ميدالية أولمبية للعراق وهو الرباع البصري عبدالواحد عزيز من ناديها العريق يوم رفع اسم العراق في الدورة الأولمبية عام 1960 في دورة روما وكان هذا اول وسام اولمبي للعراق واخر وسام حتى الساعة، وهكذا كان اسم العراق قد بدأ مع الميناء البصري وكان فخراً للعراق واهزوجة لأبنائه ورمزاً وطنياً، وكانت البصرة رمزا وطنياً شامخاً من رموز الوطن وقد قدمت المئات من الشهداء والاحرار على مذبح الحرية، وكان لرجال وابطال الميناء مواقف وطنية مشهودة من أجل حرية العراق.

وهنا تحضرني حكاية ابن البصرة المناضل ههندال الذي ضحى للوطن ومن أجله حيث كان نقابياً مناضلاً في صفوف الحركة الوطنية أيام النظام المباد ونجده حاضراً في كل انتفاضة او إضراب عمالي حيث اعتقلته سلطة نوري سعيد ولأنه كان شهماً يحبه كل عمال الميناء وهنا خرج عمال الميناء في مسيرة جماهيرية تهتف وتضغط على الحكومة الرجعية مطالبة بإطلاق سراح المناضل الشهم هندال وكانت تهتف الجماهير (حي ميت هندال انريده)، وهكذا هم البصريون. ومع مرور ازمان وازمان وازمات لكن البصرة تخلد رجالها وتحفز شبابها وأبناءها.

هذه الحكاية اذكرها لرجال نادي الميناء الرياضي حيث برزت في ساحاتهم اليوم حكايات وحوادث عليهم ان يتذكروا تاريخهم ورجالهم وهذا يكفي، فهل يصح لهذا النادي العريق ان ينكفئ هكذا ويخفت نوره ويتراجع مستوه في الرياضة والألعاب بعد ان قدم أرقي المستويات وأحسن النتائج وامتلك تاريخاً ناصعاً ونجوماً لامعة وابطالاً خالدين في الرياضة والألعاب ومنهم حمزة قاسم ومنصور مرجان وكريم علاوي وفالح حسن وجميل حنون ووليد داود وعلي عبد الامير ورزاق احمد وسامي ناجي ومسافر شنان وصبيح عبد علي والعشرات منهم وغيرهم. ومن خلال هؤلاء وغيرهم من نجوم الرياضة قدم البصريون نجوماً لامعة للرياضة العراقية. هكذا كانت الرياضة البصرية وهؤلاء نجومها فهل يحق لهذا الابداع البصري ان يتراجع ناديها (الميناء) إلى هذا الحد والمستوى ولعل السبب واضح والقضية بينة للعيان الا وهي وجود صراعات شخصية وفساد اداري ومالي وان الكثير من ذلك تشهده الأندية الرياضية وان الكثير من الفاسدين والمتلاعبين بالأندية وأموالها والمساهمين في افشال عملها الإداري والمالي. لان الكثير من أبناء الأندية الرياضية غائبون عن العمل في الكثير من هذه الأندية الرياضية وقياداتها مما تسبب في غياب الكثير من النشطاء والابطال الرياضيين ونجوم الألعاب من أبناء الميناء والبصرة الشرفاء ممن جاهدوا من أجل اعلاء شأن مدينتهم ورياضتها وفريقهم نادي الميناء بين الفرق العراقية. ان ما حصل ويحصل في نادي الميناء من أسباب وعوامل وانحراف في نهجه ومساره وسياسته هو نتيجة طبيعية لأخطاء متراكمة ولسنوات طويلة ترسخت لدى البعض مما يتطلب معه العمل بقوة واندفاع عال من أجل تصحيح مسار النادي واعادته إلى ايام مجده وعزه كمثل للبصرة الفيحاء والراعي الحقيقي لرياضتها. ان شيوع الفساد المالي والإداري بين صفوف العاملين في إدارة النادي كانت هي العامل الأساسي الذي عاث فيه الانحطاط والخراب لذا نجد ان جهودا يتوجب بذلها اليوم في اصلاح هذا الواقع المر والبحث عن خطط جدية للنهوض بالنادي ونقله إلى مواقع جيدة. ان ما يعانيه نادي الميناء الرياضي هو صراع مصالح ومساع شخصية من أجل الاستحواذ على قيادة النادي والتلاعب بمقدراته مع غياب مصلحة النادي والمصلحة الرياضية الوطنية والبصرية كل ذلك يشكل ضرراً بالرياضة البصرية ومن خلالها الرياضة في عموم العراق.

احبتي أيها الرياضيين البصريين عليكم بالاهتمام بناديكم ومدينتكم ومن خلالها تحققون مصلحة الوطن وتبتعدوا عن مصالكم الشخصية واقترح تشكيل هيئة مؤقتة لإدارة النادي من شخصيات مشهود لها بالوطنية والنزاهة ولمدة ثلاثة أشهر تضم بعض قدامى الرياضيين على ان لا يترشحوا للهيئة الإدارية الجديدة.

عرض مقالات: