اخر الاخبار

تعاني محافظة ديالى، هذه الأيام، جفافا قاسيا. فقد جفت غالبية روافدها وجداولها بسبب شح الأمطار خلال موسم الشتاء الأخير، فضلا عن سوء التخطيط الإروائي من الجهات المعنية في الحكومتين المركزية والمحلية، الأمر الذي ألحق الضرر ببساتين المحافظة.

ويعرف الجميع أن محافظة ديالى كانت تتميز ببساتينها الكثيفة المكتظة بأشجار الحمضيات المثمرة وأصناف مختلفة من الفاكهة، فضلا عن النخيل، إلا أنه بسبب الإهمال وغياب الدعم، وعدم توزيع الحصص المائية بعدالة مقابل شح المياه خلال السنوات الماضية في نهر ديالى وروافده، تم تجريف الكثير من هذه البساتين، وتقسيمها إلى قطع أراض سكنية.

ومن بين أسباب الجفاف الذي تعانيه ديالى اليوم، عدم تعامل الجهات المعنية مع مناسيب مياه الأنهر بالشكل الصحيح، وتحديدا نهر ديالى الذي يغذي بساتين المحافظة، إلى جانب عدم الحفاظ على مخزون المياه، بالشكل الصحيح في “بحيرة حمرين” التي تمثل عصب حياة المحافظة. فقبل سنتين أفرغت البحيرة من مخزونها المائي، وحدث فيضان اضر بالكثير من أراضي ديالى وبساتينها. وبعد مرور عام، باتت المحافظة تعاني شحا في مياه السقي، حتى مياه الاستهلاك المنزلي. إذ ينقطع الماء في بعض المناطق إلى ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة.

وكانت وزارة الموارد المائية قد صرحت، قبل سنتين حينما شهد العراق أمطارا غزيرة، بأن هناك احتياطيا مائيا يكفي عشر سنوات، إلا انه بعد مرور عام، تبين أن الماء المخزون لا يكفي لعشرة شهور!

واليوم تعاني غالبية مناطق ديالى شحا في مياه الشرب، وهناك مخاوف من عدم توفر الماء خلال الصيف، في الوقت الذي تبدو فيه الحكومة المحلية غير قادرة على معالجة المشكلة، في ظل عدم وجود تخطيط مدروس لتنظيم المياه وتوزيعها على الجداول والمناطق. فالمياه اليوم موزعة بشكل عشوائي غير متساو، بسبب إحكام السيطرة عليها من بعض ذوي النفوذ والهيمنة.

لا يسعنا سوى القول: انقذوا ديالى من الجفاف.. انقذوا بساتينها من العطش!

عرض مقالات: