اخر الاخبار

منذ السابع من تشرين الأول الجاري يستمر القتل العمد وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة ، وقد ذهب ضحية المجزرة الصهيونية آلاف الشهداء وجلّهم من الأطفال والنساء .

هذه الهمجية الصهيونية وجرائم حكومة إسرائيل العنصرية الفاشية، نالت ما تستحق من ادانة واسعة في البلاد العربية والإسلامية، وفي دول العالم المختلفة ، كون ما يحصل لم يعد حربا او “دفاعا عن النفس” بل هو إبادة جماعية ممنهجة لمحو وجود شعب فلسطين. وان لم يتحقق ذلك فاقتلاعه من ارضه وتهجيره، تماما كما حصل زمن نكبة  ١٩٤٨.

في مقابل هذا الاستنكار الواسع، هناك أصوات نشاز، اغلبها أمريكية وأوروبية رسمية، تلوي عنق الحقيقة المعروفة وتجهد لايجاد المبررات لمواقفها المخزية، المنافية لما تعلنه وتتشدق به من مناصرة لحرية  الشعوب واحترام للقانون والأعراف الدولية.

وهذه الأصوات تردد ، بلا خجل ، ان “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها “ وهذا تحول عمليا، وفقا لما تملكه آلة  العدوان الإسرائيلي والدعم الأمريكي المفتوح، تحول الى حق إسرائيل في قتل أي فلسطيني. هكذا هي التصريحات الامريكية التي اباحت لقوات الاحتلال الصهيوني فعل كل ما تريد، ضاربة عرض الحائط بكل ما أصدره المجتمع البشري من قوانين تتوجب مراعاتها أيام الحرب. ومن ذلك  حماية المدنيين والمستشفيات وعدم استخدام التجويع سلاحا. وهنا نتساءل: اذا كان لإسرائيل كما يدعون حق الدفاع عن نفسها، أفليس من حق الفلسطينين الدفاع  عن انفسهم ازاء القتل اليومي والتهجير وقضم الأراضي وتنديس المقدسات ؟

لا جديد في مواقف هذه الدول منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى اليوم . وهو ما يتوجب ان تأخذه بعين الاعتبار مختلف الدول العربية والإسلامية، عند ترتيب أولويات علاقاتها . ويقينا ان هذا لن يتحقق ان ظلت المنظومات نفسها حاكمة ومهيمنة  في هذه البلدان، وهي التي أدت سياساتها ومواقفها الى اضعاف مستلزمات الوقوف بوجه المشاريع الشريرة، ونصرة الشعب الفلسطيني .

فرغم همجية العدوان ووحشيته لا تزال مواقف حكومات البلدان العربية والإسلامية دون مستوى التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة عموما. وحتى الموقف الرسمي العراقي المتميز في انحيازه الى جانب شعب فلسطين وحقه في إقامة دولته، لم تصاحبه خطوات إجرائية  ملموسة. 

امام التحديات والمخاطر المحدقة يتعين تعزيز إمكانات مواجهة احتمالات تطور الاحداث، وتمتين الجبهات الداخلية في كل بلد عربي. ومؤكد ان ذلك يتطلب ان تكون هناك حكومات تعبر عن الإرادة الشعبية، وان يتحقق السلم والاستقرار الحقيقيان في هذه البلدان،

كذلك احترام حقوق الانسان وتوفير العيش الكريم. وسيوفر تحقيق ذلك الفرص لاطلاق طاقات الجماهير في بلدان المنطقة.

وبالمثل اصبحت ملحة وحدة الموقف الفلسطيني، وتحقيق التعاون والتنسيق بين فصائل المقاومة والعمل الفلسطيني .

من جانب اخر تتوجب تنمية حركة جماهيرية واسعة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، عربيا واسلاميا وعلى الصعيد الاممي، وتعزبز روح التضامن والدعم والاسناد للفلسطينيين وحقوقهم العادلة .

وامام هذه الشهية المفتوحة للقتل لدى حكومة الصهاينة، وإزاء الدعم اللااخلاقي الخارجي لها، تبرز الحاجة الملحة للتحرك  نحو بناء  اصطفاف عربي واسلامي ودولي ينتصر لفلسطين وشعبها، ويضغط لوقف العدوان الدموي وحماية السكان وانهاء الحصار الجائر  ضد غزة، وفرض القبول بالقرارات الدولية وتنفيذها من طرف اسرائيل، وضمان قيام الدولة الوطنية الفلسطينية ذات السيادة والقابلة للبقاء، وعاصمتها القدس .

ان المطلوب الان هو المزيد من العمل والضغط، شعوبا وحكومات وقوى وأحزاب سياسية، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه المجزرة الصهيونية الجارية الآن.  

عرض مقالات: